في تصعيد جديد للوضع الأمني جنوب سوريا، توغلت قوة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، داخل قرية صيدا الحانوت في القطاع الجنوبي من محافظة القنيطرة، في خطوة تُعدّ من أكبر التحركات الميدانية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية خلال الأشهر الأخيرة.
ووفقاً لمصادر ميدانية، دخلت القوة المؤلفة من ثماني آليات عسكرية، تحمل جنوداً وكلاباً بوليسية، إلى القرية بالتزامن مع تحليق كثيف لطائرات الاستطلاع فوق المنطقة. ونفذت القوات الإسرائيلية عمليات دهم وتفتيش طالت منازل المدنيين، واعتقلت رجلاً وابنه قبل أن تفرج عنهما لاحقاً بعد ساعات من الاحتجاز، دون توضيح الأسباب.
ويأتي هذا التوغل حيث أقدم جيش الاحتلال، ولأول مرة، على رفع العلم الإسرائيلي فوق قاعدة "تل الأحمر الغربي" في بلدة كودنة، وهي قاعدة تقع داخل المنطقة المنزوعة السلاح التي أنشئت بموجب اتفاق فصل القوات عام 1974.
ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها تحمل دلالات رمزية واستراتيجية، تعكس نية الاحتلال تكريس وجود دائم في تلك المناطق.
في السياق، عززت القوات الإسرائيلية من تواجدها في قاعدة العدنانية بريف القنيطرة الأوسط، حيث دفعت بست دبابات عبر معبر القنيطرة الحدودي مع الجولان المحتل، في تحرك لافت أثار قلق السكان المحليين من احتمال نشوب مواجهات أو تصعيد عسكري.
وبالتزامن مع هذه التحركات البرية، تشهد الأجواء فوق محافظتي القنيطرة ودرعا، امتداداً إلى ريف دمشق، تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي الإسرائيلي وطائرات الاستطلاع، في مؤشر واضح على تصاعد التوتر في الجنوب السوري، الذي يشهد منذ فترة نشاطاً متزايداً لقوات الاحتلال وتغييرات ميدانية في قواعد الاشتباك.
يبقى الجنوب السوري مرشحاً لمزيد من التوتر، في ظل استمرار إسرائيل في فرض وقائع ميدانية على الأرض، وسط صمت دولي ملحوظ، ما ينذر بمزيد من التصعيد خلال المرحلة المقبلة.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها