وتعتبر إيران، بحسب الصحيفة، أن الإبقاء على هذه المخزونات داخل أراضيها، مع إخضاعها لرقابة صارمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمثل ضمانة لها في حال قررت أي إدارة أميركية مستقبلية الانسحاب من الاتفاق، على غرار ما فعله الرئيس الأميركي دونالد ترامب في عام 2018.
واستبعد ترامب من المحادثات الجوانب غير النووية، مثل ما تعتبره واشنطن "سلوك طهران المزعزع للاستقرار"، وهو قرار أثار حيرة كل من إسرائيل والمتشددين المناهضين للنظام الإيراني في واشنطن، وفق الصحيفة البريطانية.
زيارة عراقجي إلى موسكو
يتزامن هذا المقترح مع الإعلان عن زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى موسكو هذا الأسبوع، لمناقشة مجريات المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، قبل جولة جديدة من المحادثات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن الزيارة "مخطط لها مسبقاً" وستُعقد "نهاية الأسبوع"، مشيراً إلى أنها "فرصة لمناقشة آخر التطورات المتعلقة بمحادثات مسقط" .
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيلتقي عراقجي، مشيرة إلى أن "محادثات ومشاورات ستُجرى مع عدد من المسؤولين الروس".
ورفض الكرملين، الثلاثاء، التعليق حول ما إذا كانت روسيا مستعدة للسيطرة على مخزونات إيران من اليورانيوم المخصب. وعندما سُئل المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال إفادته الصحافية اليومية، عما إذا كانت روسيا ستقبل احتياطيات اليورانيوم الإيرانية وما إذا كانت طهران ناقشت هذا الأمر مع موسكو، قال: "سأترك هذا السؤال دون تعليق".
غروسي في طهران غداً
كما يصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، إلى طهران غداً الأربعاء، حيث من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الإيرانية والمدير العام لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية. وكان غروسي قد كتب في منشور على "أكس" أنه سيزور "طهران في وقت لاحق من هذا الأسبوع"، مؤكداً أن "استمرار التواصل والتعاون مع الوكالة أمر ضروري في وقت تشتد فيه الحاجة إلى حلول دبلوماسية".
إيران ترفض روما
ورغم إعلان رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، عن استضافة الجولة الثانية من المفاوضات في روما يوم السبت المقبل، رفضت طهران عقد اللقاء في العاصمة الإيطالية، مفضلة استمرار المحادثات في مسقط.
وتعتبر إيران أن مسقط أثبتت حيادها في جولات تفاوض سابقة، خصوصاً قبل اتفاق عام 2015. في حين تُظهر استضافة إيطاليا للمفاوضات خروج مجموعة الدول الأوروبية الثلاث فرنسا، ألمانيا، وبريطانيا، من المشهد، وهو ما وصفه الباحث محمد أميرسي من معهد أبحاث السياسة الخارجية في تصريحات لصحيفة "الغارديان" اليوم، بأنه "خطوة لافتة تعكس العلاقة الشخصية الجيدة بين ميلوني وترامب" .
ضغوط وعقوبات محتملة
وتخوض إيران هذه المفاوضات وسط تدهور اقتصادي حاد، وسعي حثيث لرفع العقوبات الأميركية وجذب الاستثمارات الأجنبية. وأشارت مصادر لـ"الغارديان" إلى بدء مناقشات في شأن تأمين استثماري محتمل بين ايران والولايات المتحدة، تحسباً لأي انسحاب أميركي مفاجئ من الاتفاق كما حصل في 2018.
تحذير خامنئي ورد الحرس
في المقابل، قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إن إيران "يجب ألا تربط شؤونها الداخلية بمصير المفاوضات النووية أو الوعود الغربية"، محذّراً من الاعتماد على الأميركيين في أي ملف استراتيجي .
كما أصدر الحرس الثوري الإيراني بياناً شدّد فيه على أن "القدرات العسكرية الإيرانية تمثل خطاً أحمر في أي مفاوضات"، ملوّحاً بـ"رد غير متوقع" على أي محاولة للضغط العسكري.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها