وقال ناريشكين في تصريحات أدلى بها خلال لقاء جمعه مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في العاصمة مينسك، اليوم الثلاثاء، إن "النشاط العسكري للناتو يتزايد قرب حدود روسيا وبيلاروسيا"، محذراً من أن الدولتين "مستعدتان للتحرك المسبق دفاعاً عن نفسيهما".
وتزامنت تصريحات ناريشكين مع تكثيف الكرملين لهجته ضد الغرب، فيما كرر لوكاشينكو، الحليف الأقرب لبوتين في أوروبا، دعمه المطلق لموسكو، وأكد خلال اللقاء على "التنسيق الكامل بين أجهزة الأمن الروسية والبيلاروسية في مواجهة التهديدات الغربية".
حرب الظل مستمرة
وتشير تقارير استخباراتية غربية، إلى أن أجهزة الأمن الروسية والبيلاروسية تقف وراء عشرات الهجمات التخريبية وعمليات الحرق في أوروبا، في إطار ما يُعرف بـ"الحرب الهجينة" الروسية الهادفة إلى زعزعة استقرار دول "الناتو" وتقويض الدعم الغربي لكييف.
واستهدفت تلك الهجمات منشآت حساسة كالمخازن، والطائرات، والمتاجر، والكابلات البحرية، فضلاً عن هجمات سيبرانية وحملات تشويش إلكترونية، تورطت فيها أجهزة متعددة منها المخابرات العسكرية الروسية، وجهاز الأمن الفيدرالي، إضافة إلى جهاز "SVR" الذي يترأسه ناريشكين، وفق صحيفة "التايمز".
الثغرات الأمنية الغربية
وتضاعف عدد الهجمات المنسوبة لروسيا ثلاث مرات بين عامي 2023 و2024، بعد أن كان قد تضاعف أربع مرات بين 2022 و2023، دون أن تبلور الدول الغربية حتى الآن استراتيجية فعالة للتصدي لها، وفقاً لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "CSIS".
واعتبر المركز أن عمليات التخريب تمثل أداةً مغرية لموسكو، لأنها "تمكّنها من ممارسة الضغط على الدول المستهدفة دون تجاوز الخطوط التي قد تؤدي إلى حرب تقليدية مباشرة".
ولم تُسجّل أي هجمات من هذا النوع في كل من هنغاريا أو صربيا، الحليفين الأوروبيين الأبرز للكرملين بعد بيلاروسيا، ما يعزز من فرضية أن موسكو تنتقي أهدافها بما يخدم خطط زعزعة الناتو والاتحاد الأوروبي ، حسب "التايمز".
دعم "الناتو" لأوكرانيا مستمر
ويذكر أن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، كان قد وصف التهديدات الروسية والبيلاروسية بأنها "غير مبررة" و"تصعيدية"، مؤكداً التزامه بالدفاع عن جميع أعضائه وتعزيز الدعم لأوكرانيا.
وشدد الأمين العام للحلف مارك روته، في مؤتمر صحافي قبل أيام، على أن الحلفاء تعهدوا بتقديم أكثر من 20 مليار يورو كمساعدات أمنية لأوكرانيا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025 ، كما أكد أن العلاقة عبر الأطلسي "تظل حجر الزاوية في الأمن الأوروبي والاستقرار العالمي"، داعياً إلى تعزيز الإنتاج الدفاعي وزيادة الإنفاق العسكري في دول "الناتو".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها