كشفت مصادر لـ"المدن"، عن تشكيل مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، المظلة السياسية لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لجنة مهمتها الترويج لمشروع الفيدرالية في سوريا، بين العشائر العربية في مناطق شمال شرقي سوريا.
وأشارت المصادر إلى استقدام "مسد" لأعضاء من العرب من المتواجدين في أوروبا، وتكليفهم بمهمة إجراء جولات على العشائر في الحسكة، على أن تشمل لاحقاً دير الزور والرقة، بغية إقناعهم بشكل الحكم الفيدرالي.
وقال صهيب اليعربي، وهو ناشط من الحسكة، لـ"المدن"، إن اللجنة التي شكلتها "قسد" تقوم بجولات حالياً في القامشلي بريف الحسكة، لإقناع العشائر بالفيدرالية، وتصويرها على أنها من المطالب الشعبية، لتقوية موقفها في المفاوضات مع الدولة السورية.
وتحاول "قسد" الاستفادة من أحداث الساحل السوري، والخلافات بين الدولة السورية والدروز في السويداء، لإعطاء مشروعها (الفيدرالية) حضوراً قوياً في الساحة السورية.
حظوظ ضعيفة
وعن توقيت استهداف العشائر العربية، يقول المنسق العام للمجلس الأعلى للعشائر السورية الشيخ مضر حماد الأسعد، إن "قسد" تريد أن تشرعن الفيدرالية عبر اعتمادها من قبل العشائر العربية، وهي تعتمد على بعض الشخصيات العربية "باهتة الحضور" في الوسط العشائري العربي.
ويضيف الأسعد لـ"المدن"، أن "قسد" تعتقد أنها قادرة على كسب ورقة العشائر العربية استباقاً لأي تغير في الوضع الميداني، ويقول: "هناك إجماع على رفض مشروع قسد، لأسباب عدة، أهمها انتهاكات قسد والممارسات العنصرية".
وتعول قسد، وفق مصادر "المدن"، على مغريات متعلقة بالحكم والثروة (النفط)، للترويج لمشروعها بين العشائر العربية، مستغلة الهواجس بين بعض أبناء العشائر من الحكومة السورية الجديدة.
وعن حظوظ نجاح مسعى قسد، يقول الأسعد: "رغم امتلاك (قسد) العديد من المغريات، والقوة الأمنية، إلا إن حظوظها تبدو معدومة، لأن العشائر لن ترضى بحكم فيدرالي يكون فيه الأكراد هم السادة بدون شراكة"، معتبراً أن "الاعتقاد يسود في أوساط العشائر، بأن الفيدرالية تعني تكريس حكم الأكراد على مناطقهم".
وتأتي خطوة قسد بالتزامن مع دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، إلى إنشاء إدارات ذاتية مشابهة للإدارة الكردية في سوريا، لحماية حقوق "العلويين والدورز".
دعوة أوجلان، كشف عنها النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي التركي عمر أوجلان، الذي التقى أوجلان المسجون في تركيا، بمناسبة عيد الفطر، موضحاً أن "اللقاء تناول ملفات إقليمية عدة، أبرزها الوضع في سوريا"، وقال: "أبدى الزعيم الكردي انفعالاً شديداً إزاء (المجازر) المرتكبة بحق العلويين، ودعا إلى تمكين العلويين والدروز من تأسيس إدارات ذاتية والتنسيق فيما بينها".
اللعب في الوقت الضائع
ويرى الكاتب والسياسي الكردي علي تمي، أن "قسد" تلعب في الوقت الضائع، موضحاً لـ"المدن"، أن "قسد تريد تجييش كافة طبقات المجتمع من أجل تقوية أوراقها في مواجهة الحكومة في دمشق".
من جهة ثانية، تحاول "قسد"، وفق الكاتب، استباق تمرد داخلي "عشائري" في حال انسحاب الولايات المتحدة. ويقول: "تحاول قسد الاستفادة من الوقت الممنوح لها، بتقوية علاقتها مع العشائر، علماً أن هذه العلاقة شابها الكثير من الخلل".
بموازاة ذلك، تسعى قسد إلى توحيد البيت الكردي السوري، أي الاتفاق مع المجلس الوطني الكردي في سوريا، وسط أنباء عن اعتزامها الإعلان عن مؤتمر داخلي يجمع الأطراف الكردية السورية في نيسان/أبريل الجاري.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها