وجّه جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، إنذاراً عاجلاً إلى سكان عدد من أحياء خانيونس، جنوب قطاع غزة، وطالبهم بإخلائها فوراً تمهيداً لقصفها.
ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، السكان إلى التوجه نحو مراكز الإيواء في منطقة المواصي غرب المدينة، واصفاً التحذير بأنه "الإنذار المسبق والأخير قبل الهجوم".
يأتي التصعيد في إطار محاولة الاحتلال فرض واقع ميداني جديد، بعد أن أعلن استكمال السيطرة على ما يسمى بـ"محور موراغ"، الذي يمتد من الحدود المصرية حتى ساحل غزة، ويفصل خانيونس عن رفح. ويُعد هذا المحور جزءاً من خطة إسرائيلية أوسع لتوسيع "المنطقة العازلة" في القطاع، التي باتت تشمل أكثر من نصف مساحته.
قصف المستشفى المعمداني
وأكدت وزارة الصحة في غزة وفاة طفل خلال الإجلاء السريع، مستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في مدينة غزة، بينما وصف رئيس قسم الطوارئ، الدكتور معتز حرارة، المشهد بأنه "مفجع ومؤلم"، مشيراً إلى أن المستشفى لم يعد قادراً على استقبال أي حالة جديدة، بعد أن قصفت طائرات الاحتلال فجر اليوم الأحد المشفى ما أدى إلى تدمير مبنى الجراحة ومحطة توليد الأوكسجين وخروجه عن الخدمة.
إدانات دولية متزايدة
وأدانت دولة قطر، بأشد العبارات، قصف المستشفى، واعتبرته "مجزرة وحشية وجريمة شنيعة بحق المدنيين العزل"، مشيرة إلى أن استهداف المرافق الطبية يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.
وشدّدت وزارة الخارجية القطرية على ضرورة تحمّل المجتمع الدولي مسؤوليته في حماية المدنيين، وجددت دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني على أساس قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين.
وعبّر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، عن "قلق عميق" إزاء استهداف المرافق الصحية، مطالباً بوقف القصف واحترام القانون الدولي. واعتبر أن الضربات الإسرائيلية تقوّض قدرة الفلسطينيين على الحصول على الرعاية الطبية.
أوضاع إنسانية منهارة
وقالت وكالة "أونروا" إن أكثر من 400 ألف شخص نزحوا من منازلهم في غزة بعد انهيار وقف إطلاق النار، محذّرة من تفاقم الوضع الإنساني نتيجة الحصار وعرقلة إدخال المساعدات. ودعت الوكالة إلى تجديد وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود.
أحد الشعانين حزين
يأتي هذا التصعيد بالتزامن مع احتفالات المسيحيين الفلسطينيين في القدس المحتلة بأحد الشعانين، وسط أجواء صامتة ومقموعة، بعد أن منعت سلطات الاحتلال المصلّين من الضفة الغربية من الوصول إلى كنيسة القيامة.
وقال أمين مفتاح الكنيسة، أديب جودة الحسيني، إن الحضور اقتصر على العشرات، مؤكداً أن "كنيسة القيامة تبكي زوّارها"، مشيراً إلى أن الحواجز العسكرية منعت المصلّين من الوصول، بمن فيهم العائلات وكبار السن.
واقتصرت الاحتفالات على الصلوات داخل الكنائس، بعدما ألغت الكنائس جميع العروض الكشفية ومظاهر الزينة، تضامناً مع ضحايا الحرب في غزة.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها