طهران تكذّب تقارير صفقات تسليح مع الصين وروسيا

المدن - عرب وعالمالأربعاء 2025/11/05
إيران طهران
إيران تحذر الإعلام من نشر أخبار التسليح دون تنسيق(Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

 

نفت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية صحة التقارير حول إبرام صفقات أسلحة مع الصين وروسيا، محذرةً وسائل الإعلام من نشر أي معلومات تخص التعاون الدفاعي دون تنسيق مسبق مع الجهات العسكرية المختصة.

وقالت الهيئة، في بيان نقلته وكالة "فارس"، إن ما يتم تداوله بشأن مشتريات عسكرية من الخارج "غير مصرح به ويفتقر للمصداقية"، مؤكدة أن التعليقات حول شراء أسلحة من دول أخرى "لا يُعتد بها" ما لم تصدر عبر القنوات الرسمية.

 

خلفية الجدل

جاء النفي بعد تصريحات أدلى بها النائب المتشدد أمير حسين صابتي في فعالية جامعية، زعم فيها أن إيران تسلمت أنظمة دفاع جوي من الصين بعد أربعة أيام فقط على اندلاع الحرب مع إسرائيل، وأن بكين وموسكو "لم ترفضا أياً من طلبات إيران" للتسلح. وأثارت تصريحاته موجة انتقادات داخل الأوساط المقربة من السلطات، وسط تحذيرات من أن مثل هذه التصريحات "تسيء للأمن القومي" وتقدم انطباعاً مضللاً عن طبيعة العلاقات الدفاعية مع الحليفين.

النبرة الصارمة في البيان العسكري عكست حساسية الإفصاح عن نطاق التعاون الدفاعي مع الصين وروسيا في ظل تصاعد الضغوط الغربية.

ومنذ إعادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا تفعيل آلية العقوبات الدولية في أواخر أيلول/سبتمبر، زادت إيران اعتمادها على التنسيق مع بكين وموسكو، اللتين تبنتا موقفاً رافضاً لاستمرار القيود الأممية على السلاح. ومع ذلك، باتت طهران أكثر حذراً في كشف تفاصيل التعاون الدفاعي خشية تشديد العقوبات أو إعطاء مبررات إضافية لإسرائيل لاستهداف قدراتها العسكرية.

 

إعادة بناء الدفاعات بعد الحرب

وأطلقت طهران حملة واسعة لإعادة تأهيل منظوماتها بعد الحرب التي نفذت خلالها إسرائيل، نحو 200 ضربة دقيقة استهدفت مراكز قيادة ومواقع دفاع جوي داخل إيران. وكشف النائب فدا حسين مالكي عن تخصيص ميزانيات إضافية لتطوير الدفاع الجوي، مشيراً إلى "اتفاقات واعدة" مع الصين وروسيا، وأن مفاوضات لشراء أنظمة دفاع جوي ومقاتلات "جارية بالفعل".

في الوقت نفسه، سارعت بكين لنفي تقارير إعلامية إيرانية تحدثت عن حصول طهران على رادارات وأنظمة حرب إلكترونية صينية خلال الصيف.

 

ضبط السردية الدفاعية

تعكس التحذيرات الرسمية محاولة للسيطرة على الخطاب المتعلق بالشراكات الدفاعية، وسط انتقادات داخلية حول مستوى الاعتماد على موسكو وبكين وحدود الدعم الذي تقدمانه، خصوصاً أن الحرب الأخيرة كشفت محدودية دعمهما العملاني لإيران مقابل الحرص على عدم الإضرار بعلاقاتهما مع إسرائيل.

ويظهر الجدل الراهن حساسية ملف المشتريات الدفاعية داخل إيران، وتبايناً بين تيار يدفع نحو تعميق التعاون مع الصين وروسيا، وآخر يدعو للحذر وتأكيد الاستقلالية العسكرية.

 

 

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث