أردوغان يلمح لإشراك أوجلان في مرحلة سلام جديدة مع الأكراد

المدن - عرب وعالمالأربعاء 2025/11/05
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان (الأناضول)
تصريحات أردوغان تعيد أوجلان إلى دائرة النقاش السياسي في تركيا (الأناضول)
حجم الخط
مشاركة عبر

 

دخلت جهود أنقرة لإحياء مسار حل النزاع مع المسلحين الأكراد مرحلة جديدة، بعد تصريحات غير مسبوقة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ألمح فيها إلى احتمال السماح لزعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان بإلقاء كلمة أمام لجنة برلمانية معنية بملف نزع السلاح.

وقال أردوغان، خلال كلمة أمام نواب حزب العدالة والتنمية، إن الأسبوع الماضي شهد "محادثات بنّاءة للغاية" مع قيادات من حزب الديمقراطية والشعوب وهي الواجهة السياسية السابقة للحركة الكردية، الذين طرحوا مقترح السماح لأوجلان بالتواصل مع البرلمان في سياق مناقشة ملف إنهاء العمل المسلح.

وأضاف: "يبدو أننا وصلنا إلى مفترق طرق جديد على طريق تركيا خالية من الإرهاب. على الجميع أن يبذلوا جهودهم ويؤدوا دورهم... نعتبر أنه من المهم للغاية الاستماع إلى جميع الأطراف المعنية دون استثناء، والتعبير عن مختلف الآراء، حتى لو كانت متعارضة".

 

عودة محتملة لأوجلان

وتُعد هذه الإشارة من أردوغان الأكثر وضوحاً منذ سنوات بشأن إمكانية إعادة فتح قناة التواصل مع أوجلان، القابع في سجن إمرالي منذ عام 1999. وشكل أوجلان سابقاً محور عملية السلام التي رعتها حكومة أردوغان بين عامي 2013 و2015، قبل انهيارها وتجدد العنف في جنوب شرق تركيا.

وكانت الحركة الديمقراطية الشعبية قد طالبت في الأسابيع الماضية بالسماح للجنة برلمانية، تضم ممثلين عن عدة أحزاب، بزيارة أوجلان نظراً لاستمرار تأثيره على الرأي العام الكردي، ودوره في دفع حزب العمال الكردستاني لإعلان خطوات أولية نحو نزع السلاح هذا العام.

حتى الآن، لم تؤكد الحكومة التركية اتخاذ خطوة رسمية نحو إشراك أوجلان، لكن لغة أردوغان بدت أقرب إلى تهيئة الأرضية السياسية لسيناريو من هذا النوع، مع دعوة الأطراف كافة للمساهمة.

 

بهجلي يفاجئ

وجاءت تصريحات أردوغان بعد يوم واحد من موقف لافت لحليفه القومي وزعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي، الذي قال إنه "من المفيد" إطلاق سراح صلاح الدين دميرتاش، الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي، والمعتقل منذ 2016.

ويُعد بهجلي من أشد معارضي الاعتراف بالمطالب السياسية الكردية، ما جعل تصريحه يُقرأ كجزء من عملية "تهيئة سياسية" أوسع. وكان بهجلي قد فجر مفاجأة مماثلة قبل عام، عندما تحدث للمرة الأولى عن إمكان استئناف عملية السلام مع حزب العمال الكردستاني.

وبدأ تمرد حزب العمال الكردستاني عام 1984، وأدى الصراع إلى مقتل أكثر من 40 ألف شخص. ورعت حكومة أردوغان في العقد الماضي مبادرة سلام انهارت عام 2015، بعد تفجيرات وتصاعد القتال في جنوب شرق تركيا، وانهيار الهدنة غير الرسمية مع الحزب. ومنذ ذلك الوقت، شنت أنقرة عمليات عسكرية واسعة ضد الحزب داخل تركيا وشمال العراق وسوريا.

وبينما لم تكشف الحكومة بعد عن إطار واضح للجهود الحالية، يرى مراقبون سياسيون في أنقرة أن التقارب بين أردوغان وبهجلي حول الملف الكردي يعكس تحولاً تكتيكياً، ربما مدفوعاً بحسابات داخلية واقتصادية وإقليمية، في ظل حاجة حكومة أردوغان إلى تهدئة داخلية وتوازنات جديدة بعد سنوات من الاستقطاب.

وختم أردوغان بالقول: "بمزيد من الشجاعة والجهد، وبإذن الله، سنختتم هذه العملية بنجاح".

 

 

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث