أفادت مصادر أمنية وطبية عراقية، بمقتل عنصر واحد على الأقل من قوات "الحشد الشعبي" وإصابة اثنين آخرين، في انفجار وقع داخل مقر رئيسي تتخذه فصائل في "الحشد" مركزاً لها في منطقة جرف النداف جنوبي العاصمة بغداد، في حادث هز العاصمة وسُمع دويه في معظم أحيائها.
وقال شهود ومصادر أمنية إن ألسنة لهب وتصاعد دخان كثيف شوهدت من موقع الانفجار، فيما فرضت القوات الأمنية طوقاً مشدداً حول المنطقة، ودفعت بفرق إسعاف وإطفاء إلى الموقع.
انفجار عرضي
وأكدت هيئة "الحشد الشعبي" وقوع الانفجار، معلنة في بيان نعي أحد عناصرها، موضحة أن الحادث أدى إلى "استشهاد أحد المنتسبين وإصابة اثنين آخرين" نتيجة "انفجار عرضي أثناء تنفيذ واجب فني" في المقر.
وأضاف البيان أن الانفجار نجم عن مواد متفجرة خلفها تنظيم "داعش"، كانت مخزنة داخل أحد مقرات مديريات الحشد، مشيراً إلى أنه "تمت السيطرة على الحادث واتخاذ الإجراءات اللازمة"، وأن فرق الحشد مستمرة في عمليات تطهير المناطق من مخلفات التنظيم.
وتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة قالوا إنها توثق اللحظات الأولى للانفجار، أظهرت انفجاراً ثانياً تالياً يُعتقد أنه ناجم عن تفجر ذخائر أو مواد متفجرة في الموقع.
في المقابل، نشرت منصات مقربة من فصائل "الحشد" رواية متطابقة مع بيان الهيئة، مؤكدة أنه ليس ناجماً عن هجوم أو استهداف خارجي.
صمت رسمي
ولم تصدر قيادة العمليات المشتركة ولا الحكومة العراقية أي تعليق رسمي بشأن الحادث، الذي يأتي في توقيت حساس يشهد توتراً أمنياً متصاعداً في العراق والمنطقة.
وتزامن الانفجار مع عودة التهديدات الإسرائيلية الأخيرة باستهداف فصائل عراقية متحالفة مع إيران، في ظل استمرار التوتر الإقليمي والاتهامات بتورط فصائل عراقية في شن هجمات بطائرات مسيّرة على أهداف إسرائيلية.
ويأتي الحادث أيضاً بينما لا يزال قانون "الحشد الشعبي" مثار جدل سياسي وبرلماني، في ظل خلافات على تنظيم وضع الفصائل وتسليحها وارتباطها القيادي، وهو ملف جرى ترحيل التصويت عليه إلى ما بعد الانتخابات، وفق مصادر برلمانية.
دلالات أولية
ويحمل مكان الانفجار حساسية عالية، إذ وقع في منطقة جرف النداف ذات الطابع الأمني المغلق، والتي تضم مقار لفصائل نافذة في "الحشد الشعبي"، ما يضفي على الحادث بعداً أمنياً لافتاً. كما أن تكرار تبني رواية "الانفجار العرضي" في حوادث مشابهة داخل مخازن أسلحة تابعة لفصائل مسلحة، يثير تساؤلات بشأن معايير التخزين والرقابة الداخلية داخل تلك المواقع.
ويأتي الحادث في توقيت إقليمي شديد التوتر، مع عودة التهديدات الإسرائيلية ضد فصائل عراقية مقربة من إيران، وحديث واشنطن وتل أبيب عن "أهداف خارج الحدود".
