أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، العثور على جثة جندي إسرائيلي شرقي حي الشجاعية داخل ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، مشيرةً إلى أنها تعمل على استكمال ترتيبات تسليمها للاحتلال، في وقت واصل فيه الجيش الإسرائيلي خرق وقف إطلاق النار شمالي القطاع، وسط تدهور إنساني وضغط سياسي دولي.
ومساء اليوم الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) في بيان مشترك، أن الصليب الأحمر في طريقه لتسلم جثة أسير إسرائيلي في شمال قطاع غزة.
وفي وقت لاحق، قالت إسرائيل إن قواتها في قطاع غزة تسلّمت عبر الصليب الأحمر رفات رهينة من حركة "حماس" مساء الثلاثاء.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "تلقت إسرائيل، عبر الصليب الأحمر، نعش أحد الرهائن الذين لقوا حتفهم، وقد سُلِّم إلى قوة من الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك داخل قطاع غزة"، مضيفاً أن الرفات ستُنقل إلى معهد الطب الشرعي للتعرّف على هوية صاحبها.
من جهة ثانية قال مصدر مطلع في "حماس" لـ"فرانس برس" إنه "تم العثور على عدد من جثث الشهداء الفلسطينيين تحت الأنقاض، إلى جانب رفات الأسير الإسرائيلي".
وفي حال تأكيد معهد الطب الشرعي هوية الرهينة الإسرائيلي الذي سُلمت رفاته اليوم الثلاثاء، تكون "حماس" قد سلمت 21 جثة، فيما تبقى 7 جثث تعود لجنود في القطاع.
انتشال الجثة
وقالت "القسام" عبر "تلغرام"، إن طواقمها انتشلت الجثة خلال عمليات بحث وحفر متواصلة داخل الخط، مؤكدة أن مرافقة آليات هندسية وصليب أحمر ساهمت في تسريع انتشال الجثث، والعثور على عدد منها خلال الأيام الماضية.
ويأتي الإعلان بعد يومين من تسليم الحركة جثث ثلاثة أسرى إسرائيليين عبر الصليب الأحمر، بينهم العقيد أساف حمامي، أرفع ضابط أسرته "القسام". وارتفع بذلك عدد من سلمتهم الحركة منذ بدء الاتفاق إلى 20 أسيراً إسرائيلياً أحياء، و18 جثة من أصل 28، فيما زعمت تل أبيب سابقاً أن إحدى الجثث المستلمة لا تطابق بياناتها.
وترهن إسرائيل الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي بالتسلم الكامل للجثث، بينما تقول "حماس" إن الدمار الواسع يجعل عملية استخراجها "معقدة وتستغرق وقتاً".
حصيلة الخروقات والعدوان
في غضون ذلك، واصل جيش الاحتلال خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إذ نفذّت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات على الأحياء الشرقية من مدينة غزة، فيما تعرضت تلك المناطق لقصف مدفعي مكثف، تخلله تفجير منازل سكنية، ما تسبب في دوي انفجارات عنيفة سُمعت في مختلف أرجاء القطاع.
وفي جنوبي القطاع، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات مماثلة على مناطق شرقي خانيونس، بالتزامن مع عمليات نسف للمنازل هناك، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، قتل فلسطيني شمالي القطاع، بزعم تجاوزه "الخط الأصفر" واقترابه من قواته. وقال الجيش إن طائرة حربية استهدفته "لإزالة التهديد". ولم يكشف عن هويته أو ما إذا كان مقاتلاً.
وأفادت وزارة الصحة في غزة بوصول 4 شهداء و7 إصابات إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، لترتفع حصيلة ضحايا خروقات الاحتلال منذ بدء وقف إطلاق النار إلى 240 شهيداً و607 إصابات.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، عن استشهاد 240 شخصاً وإصابة 607 آخرين بنيران الاحتلال وانتشلت جثامين 511 شهيداً منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2025.
وأحصت وزارة الصحة في غزة وصول 4 شهداء بينهم 3 انتشلت جثامينهم، بالإضافة إلى وقوع 7 إصابات جراء الخروقات الإسرائيلية للاتفاق في آخر 24 ساعة.
وقدّرت الأمم المتحدة كلفة إعادة إعمار القطاع بنحو 70 مليار دولار، فيما لا يزال 9 آلاف و500 فلسطيني مفقوداً تحت الركام، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.
وفي الداخل، قالت "أونروا" إن 75 ألف نازح يحتمون في أكثر من 100 مبنى تابع لها، "معظمها متضرر" من القصف، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والمستلزمات الأساسية.
زيارات وضغط سياسي
سياسياً، دعا الوسطاء المشاركون في اتفاق وقف إطلاق النار إلى إلزام إسرائيل بتنفيذ بنود الاتفاق والسماح بإدخال المساعدات بكميات كافية، محذرين من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة التي تشهد أوضاعا متدهورة بسبب القيود الإسرائيلية المستمرة.
من جهته، كشف موقع "أكسيوس" الاميركي أن الولايات المتحدة بدأت تحركاً في مجلس الأمن لاستصدار قرار بإنشاء قوة دولية بصلاحيات تنفيذية واسعة في قطاع غزة، ضمن إطار خطة ترامب لما بعد الحرب. وفي السياق، وصلت مديرة الاستخبارات الأميركية تولسي غابارد إلى تل أبيب في زيارة تلتقي خلالها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين الأمنيين، لبحث ملفات غزة ولبنان. وزارت غابارد مركز التنسيق الأميركي-الإسرائيلي في كريات غات، الذي أُنشئ بعد وقف النار.
ومن الدوحة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى "مسار سياسي موثوق" ينهي الاحتلال ويقود إلى حل الدولتين، مشدداً على ضرورة صمود وقف إطلاق النار وربط غزة بالضفة الغربية.
