الصامتون عن الجرائم في الضفة الغربية شركاء

المدن - عرب وعالمالثلاثاء 2025/11/04
مواجهات مع المستوطنين شمالي الضفة (أ ف ب)
"الصمت العام هو الذي يعطي الشرعية لمواصلة هذه الزعرنة" (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

في سيناريو متخيل، ينسج الكاتب الإسرائيلي عودة بشارات صورة لإسرائيل مختلفة، حيث يقف السياسيون والمعارضون فيها إلى جانب مظالم الفلسطينيين في الضفة الغربية وضد الإعتداءات التي يقوم بها المستوطنون هناك. تنسج مخيلة بشارات مواقف وتصريحات لمسؤولين إسرائيليين ووسائل إعلام ومعارضين ينددون بعنف المستوطنين، وفي هذا السيناريو يقول رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، في منشور على "أكس": "هل هذا نحن، هل هؤلاء يهودأبناء الشعب الذي عرف المشقات والاضطهاد عبر التاريخأو أن هذه مخلوقات من صنع الذكاء الصناعي؟ من هم الذين يحرقون البيوت، ويحرقون الحقول، ويضربون المزارعين، بينما جيشنا، الأكثر أخلاقية في العالم، يحمي المجرمين؟. حتى الشرطة، التي مهمتها الحفاظ على سلامة الجميع، تخون مهمتها. انا اشعر بالغربة هنا".

 

"ليس نهج الصهيونية"

ويتابع بشارات وصف السيناريو المتخيل في مقال بصحيفة "هآرتس" ويقول إنه حتى أفيغدور ليبرمان، المعروف بمواقفه اليمينية المتشددة، لن يقدر على الصمت: "أنا مع ضم الضفة، ولكن أعمال تخريب الممتلكات التي ترتكب في مناطق يهودا والسامرة هي غريبة عن مواقفي ومبادئي. كرجل يمين واضح أنا أقول بلغة واضحة: هذا ليس نهج الصهيونية".

ويتخيّل بشارات أن عضو الكنيست بني غانتس يقول في "كان 11": "أنا أشعر بالخجل والعار. أين الجيش، أين الشرطة، ليس فقط انهم لا يوقفون المجرمين، بل هم يحمونهم. الجيش الإسرائيلي يفقد العمود الفقري، الذي يمكن تعريفه بكلمتين: الأخلاق اليهودية".

أما رئيس حزب "شاس" آريه درعي، فيقول في درس للتوراة، بحسب سيناريو بشارات المتخيل، بأنه لا ينام في الليل: "لا تدمر شجرة، هكذا علمتنا التوراة"، ويضيف "هؤلاء الناس باسم الدين يشعلون النار ويقتلعون أشجار الزيتون، يا للعار!". نفتالي بينيت بدوره يدين هذه الجرائم ويؤكد على أنه لو كان في السلطة لما حدثت هذه الأمور المشينة. وبالطبع رئيس الدولة اسحق هرتسوغ يعلن بحماسة، بصفته ممثل دولة إسرائيل، بأنه يدين بشدة هذه المشاهد المشينة في الضفة الغربية.

 

يقتلعون الأشجار

تمتد موجة الإدانة في سيناريو بشارات إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تعبر عن الصدمة الشديدة. "يقتلعون الأشجار"، يصرخ عنوان رئيسي في الصفحة الأولى في "يديعوت أحرونوت"، وتحته صورة لأشجار زيتون مشتعلة. في نفس الصفحة تظهر أيضاً إشارة لمقال لبن درور يميني. تحت عنوان "عار". يكتب يميني: "لقد منعت الضحية من الدفاع عن نفسها أمام هجوم الزعران، حتى هذا الشعور الفطري لأي كائن حي سلب من الفلسطينيين"، يضيف: "لطالما ناضلت ضد اللاسامية. لم أتوقع أن يأتي يوم أدين فيه أفعال مماثلة تصدر عنا".

وفي سيناريو بشارات، ترسل "القناة 12" طواقمها إلى مناطق الهجمات على بيوت الفلسطينيين، حيث تجري مقابلات مع أصحاب البيوت التي أحرقت، ومع فلاحين قرب حقولهم المحروقة، ومع عائلات تم إطلاق النار على أبنائها وبعضهم قتل من قبل المشاغبين. تنزل الدموع من عيون أحد المراسلين. أيضاً زعماء الاحتجاج الكبير لم يصمتوا: "في الوقت الذي نتظاهر فيه هنا من أجل الديمقراطية"، يقول مندوب "أخوة في السلاح" في مسيرة جماهيرية في شارع كابلان في تل ابيب: "ونهب للدفاع عن المؤسسات القانونية، غير بعيد عن هنا ترتكب مذابح. واذا لم يكن هناك ديمقراطية ولا يوجد قانون أيضاً هنا لن يكون. كرة الثلج وصلت إلينا. محظور علينا الصمت".

وفي النهاية يقول بشارات إن كل هذا بالطبع لم يحدث، "السياسيون، رجال الجمهور والمراسلون واصلوا الانشغال بشؤونهم. المواطنون الجيدون واصلوا الذهاب إلى المجمعات التجارية وتحدثوا وهم يدينون العالم المنافق الذي يكره إسرائيل. أنا على قناعة بأنه لو أن نصف ما وصفته أعلاه حدثفإن أعمال الزعرنة كانت ستتوقف منذ زمن. الصمت العام هو الذي أعطى الشرعية لمواصلة هذه الزعرنة. هكذا فإن المشاغبين واصلوا أعمال الشغب، وفي إسرائيل الجميلة يواصلون تكرار كلمة الديمقراطية. ولكن الكتائب القادمة من الأرض الحرام ستقضم أيضاً ما بقي من الديمقراطية وحرية التعبير وحق التصويت".

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث