قال نائب وزير الخارجية التركية وسفير تركيا لدى سوريا، نوح يلماز، إن أنقرة مستعدة لدعم وإعادة بناء هيكلية الجيش السوري الجديد، مؤكداً أن إسرائيل لا ترغب برؤية سوريا موحدة وقوية إلى جانب تركيا.
أمن سوريا من أمن تركيا
وقال يلماز في مقابلة مع قناة "تي آر تي"، إن "كل ما يحدث في سوريا ينعكس مباشرة على تركيا، سواء من خلال الإرهاب أو من خلال وجود نحو ثلاثة ملايين لاجئ سوري على الأراضي التركية"، مؤكداً أن "أمن سوريا جزء لا يتجزأ من أمن تركيا"، وأن تركيا فقدت العديد من الأرواح بسبب هجمات تنظيمي "داعش" وحزب "العمال" الكردستاني.
وبشأن المفاوضات بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، قال السفير التركي إن "الحكومة السورية تجري محادثات مع هذه التنظيمات بهدف إيجاد حل دبلوماسي سلمي"، مؤكداً أن أنقرة "ستقبل بأي حل لا يشكل تهديداً للأمن القومي التركي"، لكنها "لن تتردد في اتخاذ إجراءات إذا ثبت وجود خطر فعلي".
قضية استراتيجية
وقال إن سوريا تمثل "القضية الاستراتيجية الأولى" بالنسبة لتركيا حالياً، وإن أنقرة تعتبر أن استقرار سوريا ووحدة أراضيها شرط أساسي لاستقرار المنطقة بكاملها.
وأوضح أن الملفات السورية بالنسبة لأنقرة متعددة الأبعاد، تشمل قضايا الهجرة والأمن ومكافحة المخدرات والاستقرار، والمسائل العسكرية والاستخبارية، مؤكداً أنه "إذا تحقق السلام في سوريا فسيعمّ الاستقرار المنطقة بكاملها، أما إذا اشتعلت الحرب فيها فستمتد إلى محيطها، ولهذا فإن أولويتنا القصوى هي دعم وحدة الأراضي السورية واستقلالها".
ولفت إلى أن أنقرة "تسخّر طاقات مؤسساتها كلها لدعم الحكومة السورية في إعادة بناء الدولة وتحقيق الاستقرار"، وأن بلاده تعمل أيضاً على إنشاء آليات تنسيق إقليمية لمناقشة القضايا الأمنية المشتركة مع دول المنطقة، مؤكداً أن "استقرار سوريا القوي والمستقل هو المدخل لحلول حقيقية ودائمة".
وذكر أن تركيا مستعدة لتقديم الدعم في عملية إعادة بناء وهيكلة الجيش "إذا طلبت دمشق ذلك"، مؤكداً أن عدداً من الجنود السوريين يتلقون تدريبات في تركيا، وأن الهدف هو بناء "جيش وطني حقيقي قادر على مواجهة الإرهاب وتنظيم داعش".
وأشار إلى أن "الهيكل العسكري الذي خلفه نظام الأسد لم يكن جيشاً وطنياً، بل أقرب إلى قوة طائفية"، وأن دولاً أخرى في المنطقة، مثل السعودية، تشارك في تدريب كوادر سورية في هذا الإطار.
خطر حقيقي
وأكد السفير التركي أن التهديدات التي تواجه سوريا وتركيا حقيقية وتغذيها قوى خارجية لا ترغب في رؤية سوريا مستقرة أو موحدة، لافتاً إلى أن بعض الدول تسعى لإبقاء البلاد ضعيفة أو منقسمة بما يخدم مصالحها.
وأوضح يلماز إلى أن إسرائيل لا ترغب في رؤية "سوريا قوية وموحدة إلى جانب تركيا"، مؤكداً أن على إسرائيل "أن تصبح دولة طبيعية ضمن النظام الدولي، وأن تتحمل تبعات أفعالها مثل أي دولة أخرى".
كما أكد أن "السياسات الإسرائيلية الحالية لن تنجح في تقسيم سوريا"، مشدداً على أن تركيا "تدعم وحدة الأراضي السورية وتقف إلى جانب الحكومة في حماية سيادتها".
