تحسباً لمواجهة محتملة.. "قسد" تكثف القمع والتجنيد شرقي سوريا

إدلب - أحمد العقلةالاثنين 2025/11/03
مقاتلون من قسد في دير الزور (Getty).jpg
مخاوف من صراع واسع بين قسد والجيش السوري (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

في ظل توترات أمنية متزايدة شرقي الفرات، تواصل ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حملاتها الواسعة من الاعتقالات والقمع، مما يثير مخاوف الأهالي من تصعيد عسكري محتمل.

وقالت مصادر خاصة للـ"المدن" إن هذه العمليات أسفرت عن مقتل معتقلين، اختفاء قسري، واعتقالات جماعية، مع زيادة ملحوظة في التجنيد الإجباري خلال الأسابيع الأخيرة، تحسباً لمواجهة محتملة مع الجيش السوري في مناطق الرقة ودير الزور في حال فشل تنفيذ اتفاق 10 آذار/مارس بين الحكومة و"قسد".

تأتي هذه التطورات وسط انتشار شائعات عن تحركات عسكرية للجيش السوري قرب خطوط التماس، مما دفع "قسد" إلى تعزيز حواجزها وتكثيف دورياتها الليلية في المدن الرئيسية.

 

حوادث القتل والاختفاء القسري

وأبلغت ميليشيا "ب ي د/قسد" عائلتي علي العبد النجم الهويش وموفق المهيدي الهويش، من أبناء بلدة غرانيج بريف دير الزور الشرقي، بمقتلهما داخل أحد سجونها، وذلك بعد أيام قليلة فقط على اعتقالهما، وفقاً لمصادر خاصة للـ"المدن".

ولم تقدم "قسد" أي تفاصيل رسمية حول أسباب الوفاة، مما أثار غضب الأهالي الذين يخشون أن يكون التعذيب أو الإعدام الميداني هو السبب الحقيقي.

وتُعد بلدة غرانيج إحدى المناطق التي تشهد توتراً مستمراً بسبب رفض السكان المحليين لسياسات التجنيد القسري، حيث سبق أن اندلعت احتجاجات محدودة أدت إلى مواجهات مع عناصر "قسد".

وفي تطور آخر يعكس حالة الفوضى الأمنية، عُثر على جثتي الشاب حسن صالح العلي الخلف وزوجته، من أبناء مزرعة القحطانية بريف الرقة الغربي، بعد فقدان الاتصال بهما لأكثر من شهر أثناء توجههما على طريق الرقةحمص، كما أفادت مصادر خاصة "المدن".

ويُعتبر هذا الطريق الرئيسي ممراً حيوياً يخضع لسيطرة "قسد"، لكنه يشهد حوادث اختطاف متكررة، حيث تتهم العائلات عناصر الميليشيا باحتجاز المسافرين وطلب فدى مالية أو تجنيدهم قسراً.

وأكدت المصادر أن الجثتين كانتا في حالة تحلل متقدمة، مما يشير إلى أن القتل حدث قبل أسابيع، دون أي تحقيق رسمي من قبل الجهات المسؤولة.

 

حملات الاعتقال الجماعي وتجنيد الأطفال

واعتقلت ميليشيا "ب ي د/قسد" أكثر من 50 شخصاً خلال حملة مداهمات واسعة طالت أحياء متعددة في مدينة الرقة، بحسب مصادر خاصة للـ"المدن".

وشملت العملية تفتيشاً دقيقاً للمنازل والمحلات التجارية، مع مصادرة هواتف نقالة ووثائق شخصية، فيما أفاد شهود عيان بأن معظم المعتقلين هم شبان في سن التجنيد. وتأتي هذه الحملة ضمن سلسلة عمليات مشابهة شهدتها المدينة خلال الأسابيع الماضية، حيث بلغ إجمالي المعتقلين المؤقتين أكثر من 200 شخص في الرقة وحدها.

كما نفذت "قسد" مداهمة واسعة في حي المشلب شرق الرقة، تخللتها إطلاق نار عشوائي أثار الذعر بين السكان، أسفر عن اعتقال عدد من الشبان، بينهم محمد المجهد، صالح المجهد، فيصل البشير بالإضافة إلى سالم وجاسم الخجة وأفراد من عائلة المرزوق. وتدخل الأهالي بشكل مباشر لإطلاق سراح بعض المعتقلين، بما في ذلك مريض يعاني من حالة صحية حرجة، لكن آخرين تم نقلهم إلى جهات مجهولة، وفقاً لمصادر خاصة بالـ"المدن".

وأكدت المصادر أن الحي يشهد حالياً انتشاراً مكثفاً للدوريات المسلحة، مع إغلاق بعض الشوارع الفرعية لمنع التجمعات.

وفي مدينة الحسكة، اعتقلت ميليشيا "ب ي د/قسد" الطفل مجاهد أحمد الزبيدي (14 عاماً) بسبب وجود صورة للرئيس أحمد الشرع على هاتفه وفق المصادر.

ويُعد هذا الاعتقال جزءاً من حملة أوسع تستهدف الأطفال والمراهقين بتهم سياسية، حيث يتم نقلهم إلى معسكرات تدريب سرية لتلقينهم أيديولوجيا "الإدارة الذاتية".

وأشارت المصادر إلى أن عشرات الأطفال في الحسكة والرقة يواجهون مصيراً مشابهاً، مما يخالف اتفاقيات حقوق الطفل الدولية.

وخلال الأسابيع الأخيرة، شهدت مناطق سيطرة "قسد" في دير الزور والرقة والحسكة زيادة ملحوظة في عمليات التجنيد الإجباري، مع كثافة في اعتقالات الشبان لسوقهم إلى معسكرات التدريب، وفقاً لمصادر خاصة بالـ"المدن".

ويُرجع النشطاء هذا التصعيد إلى الاستعداد لمعركة محتملة مع الجيش السوري، خاصة بعد تقارير عن تحشيد قوات حكومية قرب جبهات التماس في ريف حلب الشرقي.

وأكدت المصادر أن "قسد" أغلقت عدة طرق رئيسية، ونصبت حواجز مفاجئة في الأسواق والأحياء السكنية، مما أدى إلى شلل شبه كامل في الحركة اليومية للسكان.

يُشير هذا التصعيد بحسب مراقبين إلى حالة من التوتر المتفاقم، حيث يخشى الأهالي من اندلاع حرب أوسع قد تشمل المدنيين خصوصاً مع عدم وجود تقدم فعلي في تطبيق اتفاق اندماج قوات "قسد" في الجيش السوري ومواصلتها حفر الأنفاق.

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث