تحدث مصدر عسكري بارز في الجيش السوري لـ"المدن"، عن تطورات وصفها بـ"الكبيرة" على صعيد تطبيق اتفاق آذار/مارس الذي وقع من طرف الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي.
وقال المصدر الذي طلب حجب اسمه، إن الفترة القادمة ستشهد تطورات في اتجاه الحل. ورداً على سؤال "المدن" حول الأنباء عن التوصل لاتفاق على دمج ثلاث وحدات من "قسد" ضمن الجيش السوري، قال: "الأنباء تقريباً دقيقة"، من دون أن يوضح أكثر.
دير الزور اختبار الاتفاق
وكانت مصادر كردية قد كشفت عن تسليم "قسد" للتحالف الدولي قائمة بأسماء وحدات منها جاهزة للاندماج في الجيش السوري.
ويبدو أن دير الزور ستكون المحطة الأولى لاختبار عملية دمج "قسد" في الجيش السوري، لأن غالبية المقاتلين في صفوف الأولى هم من أبناء العشائر، ما يُقلل من الحساسية تجاه الجيش السوري.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي، إن صحت المعلومات عن أن دير الزور ستكون المحطة الأولى للاندماج بين "قسد" والجيش السوري، فإن ثمة أسباب تؤهلها لأن تكون في البداية، أولها المكون العربي للوحدات التابعة لـ"قسد"، وعدم وجود قاعدة شعبية وحاضنة لـ"قسد".
ويضيف سبباً ثالثاً يراه في غاية الأهمية، يتعلق بالنفط، ويقول لـ"المدن": "المنطقة مهمة في الحسابات الاقتصادية للدولة السورية، والأهم أن قسد لا تمتلك نفوذاً راسخاً في دير الزور، ما يدفعها إلى المبادرة بالموافقة على دمج وحداتها العسكرية بالجيش السوري، للقول إنها بادرت بتطبيق الاتفاق، ولا تماطل كما تتهمها دمشق".
ويمكن وفق قراءات أخرى، إضافة خارطة السيطرة في دير الزور إلى الأسباب السابقة، فالمدينة تحت سيطرة الدولة السورية أساساً، في حين تسيطر "قسد" على الريف الشرقي أو ما يسمى بـ"الجزيرة"، ما يُسهل مهمة إدارة المدينة كاملة، بخلاف الرقة والحسكة، حيث السيطرة المطلقة لـ"قسد".
وقبل يومين، عقد المجلس العسكري في دير الزور التابع لـ"قسد"، اجتماعاً شارك فيه قادة الألوية والمجالس العسكرية، ويمكن وفق مصادر "المدن"، وضع الاجتماع في إطار التحضير من "قسد" لدمج بعض وحداتها العسكرية في دير الزور بالجيش السوري.
ضغوط أميركية
وتزامن حديث المصدر العسكري في الجيش السوري عن تطورات "كبيرة" سيشهدها اتفاق آذار/مارس، جرى الكشف عن زيارة قريبة للرئيس السوري أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة، الداعمة لـ"قسد".
وبذلك، يُمكن اعتبار أن الولايات المتحدة هي من تضغط على "قسد"، للدفع باتجاه تطبيق اتفاق آذار/مارس، الذي سبق وأن أعلنت واشنطن عن دعمها له.
وتعليقاً، يرى الكاتب والمحلل السياسي علي تمي، أن الضغوط الأميركية وحدها الكفيلة بإجبار "قسد" على المضي في تطبيق اتفاق آذار/مارس، ويستدرك: "لكن مع ذلك لدي شكوك بامتثال قسد، حتى للضغوط الأميركية".
ويضيف لـ"المدن" أن "قسد لا زالت تواصل حفر الأنفاق في الحسكة وعلى تخوم مناطق التماس مع الجيش السوري، وباعتقادي من يريد تطبيق الاتفاق هو في غنى عن حفر الانفاق والاستعداد للحرب".
ووفق تمي، فإن قرار "قسد" هو بيد حزب "العمال"، الذي يتلقى أوامره من جهات إقليمية، وليس من أميركا، مختتماً: "باعتقادي نحن أمام مواجهة عسكرية لا بد منها".
