أكّد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، العميد علي محمد نائيني، أن اغتيال رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية، لم يكن نتيجة عملٍ تخريبي، موضحاً أن العملية نُفذت بصاروخٍ أُطلق من مسافة محدّدة وأصاب النافذة مباشرةً، ما أدى إلى استشهاد هنية أثناء حديثه عبر الهاتف من الجهة نفسها التي جاء منها الصاروخ.
وأشار نائيني في مقابلة تلفزيونية إلى أن هنية كان بحوزته هاتفٌ وجهازٌ لوحي، ومن خلال الإشارات التي صدرت عنهما أمكن تتبّع موقعه، مضيفاً أن هنية كان يعتبر نفسه شخصية سياسية لا عسكرية. وأوضح أنه بعد الاغتيال، خلص مجلس الأمن القومي الإيراني إلى "ضرورة الرد الحتمي على هذه الجريمة، على أن يُترك توقيت الرد للقوات المسلحة".
وكانت حركة حماس أعلنت صباح الأربعاء 31 تموز يوليو 2024 استشهاد هنية إثر عملية اغتيال استهدفته بمقر إقامته في طهران عقب مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ونفت إيران ضلوع عناصر من الداخل بعملية الاغتيال.
الرد من محور المقاومة
وفيما يخص الرد الإيراني على استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق وعلى اغتيال هنية، قال نائيني إن الحكومة لم تُبدِ أي معارضة لعمليات "الوعد الصادق 1 و2"، مشيراً إلى أن الخلاف اقتصر على مكان انطلاق العملية، إذ رأى بعض القادة أن الرد يجب أن يصدر من إحدى مناطق محور المقاومة، قبل أن يُتخذ قرار موحّد بشأن التنفيذ.
وكشف نائيني أن مقرّ "خاتم الأنبياء" كان قد افترض في شباط/فبراير أن الحرب بين إيران وإسرائيل باتت حتمية. وأكد أن "الاستعداد القتالي للحرس الثوري كان كاملاً في الأيام التي سبقت الحرب، وأن زيارة القائد الشهيد اللواء سلامي إلى بندر عباس قبل يومٍ من استشهاده كانت بهدف تهيئة القوات للحرب".
يذكر أنه في حزيران/يونيو، اندلعت مواجهات بين إسرائيل وإيران استمرت لـ12 يوماً، استهدفت خلالها إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية، كما اغتالت عدداً من كبار القادة العسكريين منهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي.
استهداف سلامي
وأشار نائيني إلى أن قائد الحرس الثوري "صرّح قبل يومين من اندلاع الحرب مع إسرائيل بأن القدرات الصاروخية ارتفعت بنسبة 40 في المئة بعد عملية الوعد الصادق 2، وهو ما ظهر بوضوح خلال المواجهات الأخيرة"، مؤكداً أن "استهداف القائدين سلامي وحاجي زاده في مقري عملهما يدلّ على أن الجاهزية العسكرية كانت قائمة بالكامل".
وأوضح أنه بعد استهداف القادة عند الساعة الرابعة فجراً، بدأت العمليات بالطائرات المسيّرة، وفي مساء اليوم نفسه أُطلقت الصواريخ، مشيراً إلى أن المرشد الإيراني علي خامنئي كان له دور مباشر ومحوري في إعادة تنظيم القيادة والسيطرة خلال الساعات الأولى من الحرب.
وكشف نائيني أنه حاول التواصل مع سلامي لكن لم يتمكن، بعدما أبلغه مركز الاتصالات بأن مبنى القيادة قد تمّ قصفه، موضحاً أنه "لم يكن متوقعاً أن يضرب العدو القادة العسكريين في الموجة الأولى من الهجمات".
