استقبل وزير الخارجية التركية هاكان فيدان، وفداً من المكتب السياسي لحركة "حماس" في مدينة إسطنبول، في لقاء بحث مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، خاصة تلك المتعلقة بوقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية. وضم الوفد رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية، فيما عممت وزارة الخارجية التركية صوراً للقاء من دون كشف المزيد من التفاصيل.
ويأتي هذا اللقاء قبل يومين من اجتماع ستحتضنه إسطنبول، الإثنين المقبل، لوزراء خارجية الدول التي شاركت في اللقاء الذي عقد مع الولايات المتحدة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في أيلول/ سبتمبر الماضي، لبحث المرحلة التالية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وآليات دعم خطة السلام".
وأكد وزير الخارجية التركية أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لا يزال "هشاً" بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي، مشدداً على ضرورة ضمان تنفيذه بالكامل، وقال: "رغم أن الاتفاق لا يزال هشاً بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر، إلا أنه يُتيح فرصة هامة لإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة. يجب علينا ضمان تنفيذه بالكامل". كما شدد على أهمية ضمان إدارة الفلسطينيين للقطاع "للمضي قدماً بالزخم الذي تولد في قمة شرم الشيخ" التي انعقدت في مصر في 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
حصار متواصل وخروقات إسرائيلية
ورغم صمود اتفاق وقف إطلاق النار، يواصل الاحتلال الإسرائيلي فرض حصاره على قطاع غزة، إذ لا يزال عدد الشاحنات التي تدخل القطاع "لا يقارن" بما تم الاتفاق عليه، بحسب تقارير أممية وحكومية فلسطينية. ويتذرع الاحتلال بعدم تسلم جميع جثث الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس" لمواصلة حصاره وخروقاته اليومية، والتي تسفر عن سقوط شهداء وجرحى في مناطق متفرقة من غزة.
وفي هذا السياق، استُشهد فلسطينيان وأُصيب ثالث بنيران قوات الاحتلال في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن مستشفى العودة في النصيرات استقبل جثمان شهيد انتُشل من مدينة الزهراء، إضافة إلى مصاب جراء إطلاق النار شرق مخيم البريج وسط القطاع. كما استُشهد شخص آخر متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال أمس في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وفق مصادر طبية.
جثامين "مُعذبة" ومجهولة الهوية
وفي ملف الجثامين، كشف مدير عام وزارة الصحة في غزة، منير البرش، أن "جثامين الشهداء الثلاثين" التي سلمتها إسرائيل كانت "الأصعب" من بين الدفعات التي تم الإفراج عنها منذ وقف إطلاق النار. وقال البرش، في تصريح لوكالة "صفا"، إن "الجثامين معظمها عبارة عن عظام فقط، وعدد منها من دون ملامح، إذ ذابت ملامحها بسبب التعذيب والدفن في الرمال".
وأضاف أن الاحتلال "قام بدفن هذه الجثامين بعد تعذيب وإعدام أصحابها، وبعد فترة أخرجها من الدفن ووضعها في الثلاجات لتسليمها، ما تسبب باختفاء ملامحها وذوبان معظمها تماماً". وأشار إلى وجود ملابس وأحذية "قد تمكن الأهالي من التعرف على أصحابها"، لكنه أكد تعرض الجثامين لتهتك شديد نتيجة إطلاق النار و"التنكيل والدهس بالدبابات". وذكر البرش أن ذوي 75 شهيدًا من أصل 255 جثماناً أفرج عنها منذ بدء الهدنة تمكنوا من التعرف على ذويهم، فيما تم دفن 120 شهيدًا مجهولي الهوية.
قصف ونسف في خانيونس
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن جيش الاحتلال نفذ عملية نسف واسعة شرقي مدينة خانيونس جنوب القطاع، فيما استهدفت المدفعية الإسرائيلية المناطق الشرقية للمدينة خلال الساعات الأخيرة.
وفي السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان إيال زامير بحث مع رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي تطورات الأوضاع في قطاع غزة، في مؤشر على استمرار التنسيق العسكري بين الجانبين خلال مرحلة التهدئة وما بعدها.
