أكد وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، استعداد بلاده للدخول في مفاوضات تهدف إلى تبديد المخاوف المرتبطة ببرنامج إيران النووي، مجدداً التأكيد على طابعه السلمي، مشيراً في الوقت نفسه، إلى جاهزية طهران "لأي سلوك عدواني من إسرائيل".
وقال عراقجي، إن هناك فرصة للتوصل إلى "اتفاق عادل" يراعي مصالح جميع الأطراف، لكن الولايات المتحدة تطرح "شروطاً تعجيزية وغير مقبولة". وأضاف أن طهران لا ترغب في مفاوضات مباشرة مع واشنطن، لافتاً إلى أن التوصل لاتفاق ممكن عبر مسار غير مباشر.
وشدد الوزير الإيراني على أن بلاده لن تتفاوض بشأن برنامجها الصاروخي، ولن تقبل أي محاولة لانتزاع قدراتها الدفاعية، قائلاً: "لا يمكن لأي عاقل القبول بتجريد إيران من السلاح". كما استبعد أي توقف لعمليات تخصيب اليورانيوم، مضيفاً: "ما لم يُنتزع بالحرب لا يمكن منحه بالسياسة".
وفي سياق تداعيات الهجمات الأخيرة على المنشآت النووية، كشف عراقجي أن "المواد النووية لا تزال تحت أنقاض المنشآت المستهدفة ولم تُنقل إلى مكان آخر"، لافتاً إلى أن إيران تكبدت "خسائر كبيرة على مستوى المكان والأجهزة"، غير أن بنيتها التقنية "لا تزال قائمة".
خلاف مع الغرب بشأن العقوبات
وجدد عراقجي رفض بلاده لتفعيل "آلية الزناد" من جانب دول أوروبية، مشيراً إلى أن الخطوة "غير قانونية" وتفتقر إلى إجماع دولي بشأن إعادة فرض العقوبات على طهران.
وكانت إيران قد أعلنت في 18 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي انتهاء مدة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، الصادر في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، والذي دعم الاتفاق النووي لعام 2015 بين طهران والقوى الكبرى، وفرض قيوداً أممية لمدة 10 سنوات على برنامجها النووي مقابل رفع عقوبات اقتصادية صارمة.
وفي 28 أغسطس/آب الماضي، أعلنت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا تفعيل "آلية الزناد" المنصوص عليها في الاتفاق النووي، متهمة إيران بخرق التزاماتها، وذلك بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 بشكل أحادي.
وتتهم الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أوروبية إيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، بينما تصر طهران على أن برنامجها مخصص لأغراض سلمية، أبرزها توليد الطاقة.
استعداد لمواجهة إسرائيل
وفي الملف العسكري، قال عراقجي إن إيران "مستعدة لكل الاحتمالات" وتتوقع أي تصرف عدواني من إسرائيل، مشيراً إلى أن أي حرب مقبلة ستشهد "هزيمة جديدة لإسرائيل".
وقال إن الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل منحت طهران "خبرة كبيرة" بعد اختبار صواريخها "في معركة حقيقية"، مشدداً على أن إسرائيل ما كانت لتشن حرباً بدون "ضوء أخضر أميركي".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن التوصل إلى اتفاق لوقف كامل لإطلاق النار بعد حرب استمرت 12 يوماً بين الجانبين، وقالت واشنطن حينها أنها "دمرت قدرة إيران على صنع أسلحة نووية" عقب استهداف منشآت نووية داخل البلاد.
