صراع علني داخل الحكومة الألمانية.. بسبب اللاجئين السوريين

المدن - عرب وعالمالسبت 2025/11/01
وزير الخارجية الألمانية يوهان فاديفول (photothek)
برلين تتفاوض مع دمشق على اتفاقية تسمح بعمليات الترحيل (photothek)
حجم الخط
مشاركة عبر

تعيش ألمانيا خلافاً علنياً بين وزارتي الداخلية والخارجية على خلفية الخطط المتعلقة باستئناف ترحيل اللاجئين السوريين، وسط رفض رسمي لمنح السوريين الإذن بزيارة بلدهم الأصلي، من دون أن يؤدي ذلك إلى فقدانهم حق اللجوء.


ترحيل محدود
وقالت شبكة "بيلد" الألمانية، إن وزارة الداخلية تصر على تنفيذ اتفاق الائتلاف الحكومي الذي ينص على أن "عمليات الترحيل إلى سوريا يجب أن تبدأ بالمجرمين"، وهو ما يتعارض مع الموقف الذي أطلقه وزير الخارجية الألمانية يوهان فاديفول خلال زياراته إلى ضواحي دمشق، حيث أكد أن عودة اللاجئين السوريين في الظروف الحالية "ممكنة في حالات محدودة للغاية فقط " نظراً لأن معظم البنية التحتية في البلاد قد دمرت.
إلا أن وزارة الداخلية تؤكد أنه يمكن تهيئة الظروف لعودة اللاجئين، إذ أكد متحدث باسم الوزارة أن برلين تجري مفاوضات مع دمشق على اتفاقية تسمح بإجراء عمليات الترحيل، وأن الوكالة الاتحادية للهجرة واللاجئين استأنفت بالفعل دراسة طلبات السوريين، لاسيما الشبان القادرين على العمل والذين وصلوا بدون عائلاتهم.
وكان المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا ستيفان شنيك، أكد في نيسان/ إبريل الماضي، أن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين بدأ بتقديم دعم مالي لتحفيز اللاجئين السوريين على المغادرة الطوعية إلى بلادهم.


لا رحلات استطلاعية
في غضون ذلك، قالت وزارة الداخلية الألمانية أن سفر اللاجئين السوريين إلى وطنهم سيؤدي مستقبلاً إلى فقدان حقهم في الحماية داخل ألمانيا، مشددة على رفض السماح بالزيارات المؤقتة إلى سوريا من دون تأثير على وضع اللجوء.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الاتحادية إن "الوزارة وبعد دراسة متأنية، قررت عدم السماح للسوريين والسوريات بالسفر القصير إلى وطنهم من دون أن يؤثر ذلك على وضع الحماية"، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وكانت الحكومة الألمانية السابقة قد أعلنت بأنها تدرس إمكانية السماح للسوريين لإجراء رحلات استطلاعية من أجل التحضير لاحتمال العودة الطوعية إلى سوريا، وذلك عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، لكن الفكرة لم تُنفذ.
ويفقد السوريون عادة وضع الحماية إذا تبيّن أنهم كانوا في بلدهم الأصلي، لأنه يُعتبر دليلاً على أن أسباب الحماية لم تعد قائمة، ولا تُمنح استثناءات إلا في حالات محددة جداً، مثل حالة وجود قريب من الدرجة الأولى على فراش الموت.
والخميس الماضي، زار وزير الخارجية الألمانية يوهان فاديفول دمشق، والتقى مع الرئيس السوري أحمد الشرع. واستبعد الوزير إمكانية عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم في الوقت القريب، مشيراً إلى أن حجم الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب ما زال يحول دون عودة الحياة الطبيعية في البلاد.
وأوضح خلال زيارته إلى مدينة حرستا في الغوطة الشرقية، أن البنية التحتية في سوريا ما زالت مدمّرة إلى حدّ كبير، وهذا لن يشجع كثيرين على اتخاذ خطوة العودة في الوقت القريب.

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث