شهدت محافظة القنيطرة خلال الأيام الأخيرة تصعيداً ميدانياً لافتاً، تمثل في سلسلة توغلات وتحركات عسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي داخل أراضي المحافظة، ترافقها أعمال تحصين وإنشاء سواتر في عدد من المواقع.
تحركات في ريف القنيطرة الشمالي
توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي باستخدام خمس سيارات عسكرية انطلقت من القاعدة المستحدثة في قاعدة الحميدية، مروراً بقريتي الحرية وأوفانيا وصولاً إلى التل الأحمر في ريف القنيطرة الشمالي.
وبحسب المعلومات الميدانية، سبق هذا التوغل تحرك رتل عسكري مؤلف من 12 عربة صباحاً من القاعدة ذاتها، سلك الطريق نفسه باتجاه الموقع ذاته.
وفي وقت لاحق، توغلت قوة إسرائيلية مكونة من دبابتين وعدد من الآليات العسكرية وجرّافة باتجاه طريق الصمدانية الشرقية – خان أرنبة وصولاً إلى ثكنة الصقري قرب أوتستراد السلام.
واستمر التوغل قرابة ساعتين قبل أن تنسحب الآليات الثقيلة باتجاه قاعدة الحميدية، مع بقاء بعض السيارات داخل قرية الصمدانية الشرقية.
تحركات جنوب القنيطرة ومحاولات للتغلغل المدني
كما توغلت صباح اليوم السبت، أربع سيارات إسرائيلية في قرية العِشّة بريف القنيطرة الجنوبي، حيث عرض عناصر القوة على الأهالي تقديم مساعدات غذائية وطبية، بل وصل الأمر إلى عرض بناء مسجد في القرية، غير أن الأهالي رفضوا هذه العروض بشكل قاطع.
وفي سياق متصل، تواصل القوات الإسرائيلية تمركزها داخل قاعدة العدنانية بريف القنيطرة، حيث تعمل جرافات تابعة لها على رفع سواتر ترابية وحفر خنادق ضمن خطة لتحصين المواقع وتعزيز دفاعاتها الميدانية.
وأغلقت قوات الاحتلال طريق الصمدانية الغربية بعد نصب حاجز مزود ببوابة عند مدخل القرية، كما نصبت حاجزاً آخر عند مفرق قرية السنديانة بريف القنيطرة.
وفي الوقت ذاته، وصلت آليات إسرائيلية إلى إحدى الثكنات العسكرية التابعة للواء 90 سابقاً في قرية كوم محيرس بريف القنيطرة الأوسط، حيث منعت حركة المرور في المنطقة.
وبعد توغل استمر لأكثر من ست ساعات، انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم من عدة نقاط بريف القنيطرة عند الساعة السادسة صباحاً، في حين تواصل طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحليقها اليومي فوق أجواء المحافظة، في مشهد يؤكد استمرار حالة التوتر الميداني في المنطقة.
