يواصل الاحتلال خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إذ يقوم بنسف منازل وإطلاق نار من آلياته في عدة مناطق بالقطاع.
وشنّت قوات الاحتلال غارات جوية وعمليات قصف مدفعي وإطلاق النار شرقي وشمال شرقي خانيونس جنوب قطاع غزة، وذلك تزامناً مع نسف الاحتلال لعدد من المنازل شرقي مدينة غزة.
وبحسب مصادر طبية في القطاع، فإن 5 أشخاص استشهدوا الجمعة، بنيران الاحتلال أحدهم متأثراً بجراحه نتيجة قصف سابق، بينما الآخرون استشهدوا نتيجة استهدافهم في عبسان الكبيرة شرقي خانيونس ومدينة غزة.
وأفاد مستشفى العودة في النصيرات، اليوم السبت، بأنه استقبل، خلال الساعات الـ24 الماضية، جثمان شهيد انتشله مواطنون من مدينة الزهراء، كما استقبل مواطناً أصيب جراء إطلاق الاحتلال النار شرق مخيم البريج وسط القطاع.
وكانت مصادر طبية محلية قد أفادت، صباح اليوم، باستشهاد مواطن متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال أمس الجمعة، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
10 شهداء يومياً منذ وقف النار
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الجمعة، إن إسرائيل تواصل جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، عبر أسلوب جديد يقوم على خرق اتفاق وقف إطلاق النار يومياً من خلال قصف محدود، يتطور كل بضعة أيام إلى حملات قصف واسعة تستهدف المدنيين في مراكز النزوح والمنازل والخيام.
وأوضح المرصد في بيان أن الجيش الإسرائيلي ينفذ منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، سياسة تصعيد متدرج تتحول من ضربات متقطعة إلى موجات إبادة واسعة النطاق، أوقعت منذ ذلك الحين 219 شهيداً بينهم 85 طفلاً، بمعدل يزيد على عشرة شهداء يومياً، إضافة إلى نحو 600 مصاب.
وتتذرع دولة الاحتلال بعدم تسليم "حماس" جميع الجثث لديها، علماً أن طواقم الصليب الأحمر سلّمت، مساء الجمعة، بقايا جثث 3 أسرى لإسرائيل بعد الإفراج عنها من قبل "حماس"، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت، أن ثلاث جثث تسلّمها من غزة عبر الصليب الأحمر في الليلة السابقة ليست لرهائن احتجزتهم "حماس".
وأفاد الجيش وكالة "فرانس برس" بأن التحليل الجنائي كشف أن الجثث ليست لأي من الرهائن الـ11 القتلى المنتظر تسليم رفاتهم للدولة العبرية بناء على اتفاق وقف إطلاق النار الذي لعبت الولايات المتحدة دور الوساطة للتوصل إليه.
من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، إن الجهات الإسرائيلية "لا تعتبر عملية تسليم الجثامين خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، "نظراً لمعرفتها المسبقة بإمكانية ألا تعود الجثث لأسرى إسرائيليين".
واشنطن تتولى إعداد القوة الدولية
وعلى صعيد تنفيذ بنود الاتفاق، قال مسؤول أميركي، إن القيادة المركزية الأميركية تتولى إعداد خطة القوة الدولية لنشرها في غزة، وتشمل إنشاء قوة شرطة فلسطينية جديدة يتم تدريبها وفحصها من قبل الولايات المتحدة ومصر والأردن، إلى جانب قوات من دول عربية وإسلامية. وقالت مصادر مطلعة إن دولا من بينها إندونيسيا وأذربيجان ومصر وتركيا أبدت استعداداً للمساهمة بقوات، بينما أعربت دول أخرى عن مخاوفها للولايات المتحدة نظراً إلى الوضع الأمني الفوضوي في غزة؛ بحسب ما أورد موقع "أكسيوس" الأميركي.
وفي سياق متصل، التقى رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال دان كين، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير في تل أبيب وبحثا "التطورات الإقليمية على كافة الجبهات"، بعدما قام بجولة جوية فوق قطاع غزة وزيارة مركز التنسيق المدني العسكري الذي أقامته واشنطن بالتنسيق مع إسرائيل في "كريات غات"، والذي يشرف على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
استمرار الحصار
وعلى الصعيد الإغاثي، لا يزال الاحتلال يفرض الحصار المشدد على القطاع على الرغم من اتفاق وقف النار والتزام "حماس" بتسليم جثث الأسرى الإسرائيليين، حيث تؤكد تقارير أممية أن عدد الشاحنات الذي يدخل غزة لا يقارن بذلك الذي أقرّ في الاتفاق ضمن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
من جهتها، قالت بلدية غزة، إن الاحتلال دمّر نحو 85% من الآليات وعدم توفر معدات جديدة لجمع النفايات وتقديم الخدمات الأخرى. ومنع طواقم البلدية من الوصول إلى المكب الرئيس شرق المدينة منذ نحو عامين. وأكدت أنه على الرغم من قلة الإماكانات المتاحة "نواصل تنفيذ أعمال الجمع الأولي للنفايات وتنظيف الشوارع الرئيسية".
