في أحدث عمليات حملة مكافحة تجارة وتهريب المخدرات، أعلنت وزارة الداخلية السورية أن فرع مكافحة المخدرات في إدلب، ضبط نحو 143 ألف حبة مخدرة من أنواع مختلفة تُستخدم وتُروَّج بطرق غير مشروعة داخل المحافظة.
وذكرت الوزارة، عبر معرفاتها الرسمية، أن العملية الأمنية أسفرت عن توقيف عدد من الأشخاص المتورطين في بيع تلك المواد وترويجها، وأن التحقيقات لا تزال جارية للكشف عن باقي الشبكات المشتبه بتورطها، مضيفة أن الكميات المضبوطة صودرت بالكامل وأُحيل الموقوفون إلى الجهات القضائية المتخصّصة.
عمليات متكررة خلال شهر واحد
تُعد هذه العملية الرابعة خلال أسابيع قليلة؛ إذ كانت الوزارة قد أعلنت في 28 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، عن ضبط سيارة محمّلة بنحو 11 مليون حبة كبتاغون قادمة من الأراضي اللبنانية في محافظة حمص، مؤكدةً مصادرة الكمية والسيارة المستخدمة في التهريب.
وفي 8 تشرين الأول/ أكتوبر، أعلنت الداخلية عن ضبط معدات لتصنيع الكبتاغون على الشريط الحدودي مع لبنان، خلال عملية مشتركة بين إدارة مكافحة المخدرات ومديرية الأمن الداخلي في منطقة القصير بريف حمص، وهي منطقة تُعد من أبرز معابر التهريب بين الجانبين السوري واللبناني.
كما أعلنت الوزارة في منتصف حزيران/ يونيو الماضي، عن إحباط شحنة ضخمة في ريف دمشق ضمت نحو 3 ملايين حبة كبتاغون و50 كيلوغراماً من الحشيش، خلال عملية وُصفت حينها بـِ "النوعية" استهدفت شبكة تهريب عابرة للحدود.
ووفق بيانات الوزارة المنشورة تباعاً، فإن الأجهزة الأمنية صادرت منذ حزيران/ يونيو الماضي، أكثر من 14 مليون حبة كبتاغون، إلى جانب كميات من الحشيش والأدوية المخدرة في محافظات ريف دمشق وحمص وإدلب.
حملة تحت ضغوط عربية ودولية
وتزامن تصاعد هذه الحملات مع ازدياد الضغوط الإقليمية والعربية على دمشق للحد من تجارة الكبتاغون، ولا سيما بعد اجتماعات اللجنة الوزارية العربية المعنية بالملف السوري، التي طالبت الحكومة السورية باتخاذ "خطوات ملموسة" في مكافحة تهريب المخدرات إلى دول الجوار، خصوصاً الأردن والسعودية.
وتقول السلطات السورية إنها تعمل على تفكيك الشبكات المتورطة في تصنيع الكبتاغون وتصديره، في حين تشكك تقارير غربية وإقليمية – بينها تقارير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة "UNODC" وتقارير مركز أبحاث "تشاتام هاوس" البريطاني" – في قدرة الحكومة السورية على ضبط الإنتاج والتهريب، مشيرةً إلى أن النشاط ما يزال واسعاً في مناطق حدودية، خصوصاً في القلمون والقصير وريف حمص.
