ذكرت تقارير عبرية، أن الولايات المتحدة عارضت، خطّة إسرائيلية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، لافتةً إلى أنها "غير واقعية"، كما أنّ من شأنها التسبّب بزيادة احتكاك قوّات الاحتلال بأهالي قطاع غزة.
معارضة أميركية للخطة الإسرائيلية
وأفادت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير عبر موقعها الالكتروني، اليوم الخميس، بأن واشنطن، "تعارض خطةً طرحها مسؤولون أمنيون إسرائيليون، لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة" إلى ما بعد "الخط الأصفر"، الذي يفصل بين مناطق انتشار قوات الاحتلال شرقاً والمناطق التي يُسمح للأهالي بالتحرّك داخلها غرباً، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وذكر التقرير أن الجيش الإسرائيليّ والشركة الأميركية المسمّاة بـ"مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)"، دفعا نحو خطةٍ تقضي بإنشاء ما بين 10 و20 نقطة توزيع في قطاع غزة، على طول الخط الأصفر، حيث تنتشر قوات الجيش الإسرائيلي.
وقالت مصادر مطلعة على تفاصيل المحادثات للصحيفة، إن "الأميركيين عبّروا عن اعتقادهم بأن هذه الخطة غير واقعية، وأنه ينبغي توزيع المساعدات في عُمق القطاع".
وبحسب الولايات المتحدة، فإنه لا يمكن إجبار سكان القطاع على قطع مسافات طويلة، لتلقي المساعدات عند الخطّ الأصفر، وفقاً لـ"هآرتس".
وأشارت إلى أن واشنطن ترى بأن الخطة التي طُرحت في إسرائيل، ستؤدي إلى احتكاك بين قوات الجيش الإسرائيلي، وسكان قطاع غزة، الذين سيُطلب منهم الوصول إلى نقاط التوزيع، القريبة منهم.
وأوضحت "هآرتس" أن "جهاتٍ أيّدت استخدام الشركة الأميركية، طوال الحرب لتوزيع المساعدات؛ تدفع نحو الخطة التي قدمتها إسرائيل، وتريدها أن تعمل قرب الخطّ الأصفر، ليتمكن الجيش من تأمين أنشطتها".
الأمم المتحدة: مشاكل بتنسيق المساعدات
وفي سياق متصل بالمساعدات، أعلن مسؤول في الأمم المتحدة اليوم الخميس، أنه تم إدخال أكثر من 24 ألف طن من المساعدات الأممية إلى قطاع غزة منذ بدء وقف إطلاق النار، داعياً إسرائيل إلى السماح للمنظمات بالعمل.
ووفقاً للأمم المتحدة، فإنه على الرغم من أن حجم المساعدات ارتفع بشكل كبير منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر، ما زال العاملون في المجال الإنساني يواجهون نقصاً في التمويل ومشاكل في التنسيق مع إسرائيل، وفق الأمم المتحدة.
وقال نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية رامز الأكبروف اليوم الخميس: "منذ وقف إطلاق النار، أدخلنا أكثر من 24 ألف طن من المساعدات عبر جميع نقاط العبور، واستأنفنا التوزيع على مستوى المناطق والأسر".
بدوره، أشار مدير برنامج الأغذية العالمي في الشرق الأوسط سامر عبد الجابر إلى أن البرنامج تمكن خلال عشرين يوماً من "تسلم نحو 20 ألف طن من الغذاء في غزة".
وأضاف الجابر أن "تنفيذ الخطة (الأميركية) المكونة من 20 نقطة يظل أمراً محورياً وشرطاً ضرورياً حتى نتمكن من تقديم مساعدة إنسانية شاملة".
ولا يزال الخوف من العودة إلى الحرب يطارد أهالي قطاع غزة المنهكين الذين يكافحون باستمرار للحصول على الماء والغذاء.
من جهته، قال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر، في رسالة مصورة، إن "الخبر السار هو أنه بفضل وقف إطلاق النار الذي تفاوضت عليه الولايات المتحدة، يمكننا إدخال مساعدات إلى غزة أكثر بكثير من ذي قبل".
وأكد أن "هذا تقدم حقيقي، لكنه مجرد قطرة في محيط. إنها مجرد بداية لما يتعين علينا القيام به"، مشيراً إلى أنه لم يتم تأمين سوى ثلث قيمة النداء الإنساني البالغة أربعة مليارات دولار للعام 2025.
