سلمت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" اليوم الخميس، جثتي أسيرين إسرائيليين إلى الصليب الأحمر الدولي الذي سلّمهما بدوره إلى الجيش الإسرائيلي.
وفي وقت سابق اليوم الخميس، أعلن الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك)، في بيان مشترك، عن العملية. ودعا البيان إلى "انتظار فحص التعرف على هوية الجثث. كما شدد على أن حركة حماس "مطالبة بالالتزام بالاتفاق وتنفيذ جميع الإجراءات اللازمة لإعادة جثث الأسرى القتلى".
استمرار خروقات الاحتلال
ويأتي ذلك، في الوقت الذي واصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي دخل حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، بتنفيذ عدة عمليات قصف وإطلاق نار وتفجير منازل. وتركزت الخروقات منذ، فجر الخميس، في المناطق الشرقية لمدينتي خانيونس ومدينة غزة، وأسفرت عن سقوط شهيدين وعدد من الجرحى.
وأفاد سكان محليون أن القوات الإسرائيلية شنت 10 غارات جوية على المناطق الشرقية لمدينة خانيونس، إضافة إلى نسف منازل سكنية في خانيونس ومدينة غزة.
كما قصفت المدفعية الإسرائيلية مناطق شرق خانيونس وشرق مخيم المغازي، في حين سجل إطلاق نار من آليات عسكرية إسرائيلية في منطقتي معن والشيخ ناصر وجورت اللوت جنوب خانيونس.
جهود أميركية- قطرية لتثبيت الاتفاق
أثناء ذلك، كشف موقع "أكسيوس" الأميركي، نقلاً عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، أن واشنطن تبذل جهوداً مكثفة لتجنب استئناف الحرب في قطاع غزة، معتبرين أن "قوات الأمن تمثل جزءاً أساسياً من الحل لضمان الاستقرار الميداني".
ولفت المسؤولون إلى أن "الجانب الإسرائيلي يعيش حالة من التوتر والشك، بعد أن فقد السيطرة على مجريات الأحداث"، وأكدوا أن إسرائيل لم تعد تملك أوراق قوة كافية تمكنها من فرض شروطها، أو تحقيق أهدافها السياسية والعسكرية في القطاع.
وفي سياق متصل، بحث رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطرية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الخميس، مع وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو، تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وضرورة ضمان التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس".
ووفقاً لوكالة الأنباء القطرية، تلقى الشيخ محمد بن عبد الرحمن، اليوم اتصالاً هاتفيا من روبيو، استعرضا فيه "العلاقات الإستراتيجية الوثيقة بين البلدين، وسبل دعمها وتطويرها".
وأشارت الوكالة إلى أنه جرى خلال الاتصال، مناقشة تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، على ضوء اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، إضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وفق المصدر نفسه.
وأكد رئيس وزراء قطر، خلال الاتصال، ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية، لضمان التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، بما يمهد للوصول إلى السلام المستدام والاستقرار المنشود في المنطقة.
نتنياهو : سنعيد جميع الجثث
ومساء أمس الأربعاء، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، "أعدنا جميع أسرانا الأحياء، وسنعيد أيضاً جميع الأسرى القتلى"، وأشار إلى أن حكومته "تفعل كل ما هو ضروري، الآن أيضاً"، وأنّ التنسيق مع الأميركيين قائم "لكننا نحن من نقرر في القضايا الأمنية".
وأضاف نتنياهو، خلال مشاركته في التوقع على اتفاقية لبناء وحدات سكنية جديدة في مدينة كريات غات، الأربعاء، أن إسرائيل هي "من تقرر في كل قضية أمنية"، وذلك في ظل النقاش حول "التبعية لواشنطن" مشدداً على أنها ستواصل "العمل على هزيمة حركة حماس".
وتابع: "قالوا إنّ الأمر مستحيل، وإنه يجب الاستسلام لحماس، لكن لا، لا يجب. يمكن هزيمة حماس، وهذا ما نعمل عليه".
وأشار نتنياهو إلى مركز التنسيق الإسرائيلي–الأميركي (CMCC) في كريات غات، قائلاً: "كنت هنا، ومررت مع قيادتنا الأمنية العليا للحديث مع ضيوفنا الأميركيين، ونحن نستضيفهم بسرور".
كما كرّر شعاراته التي تربط بين الإعمار والحرب بقوله: "نحن نبني ونقاتل، نحن نبني وننتصر"، معتبراً أن البناء والاستيطان "جزء من روح الانتصار" و"رمز لصمود إسرائيل".