نتنياهو يقرّر توسيع "الخط الأصفر".. ويأمر بقصف قطاع غزة

المدن - عرب وعالمالثلاثاء 2025/10/28
دمار كبير غزة (Getty)
الاحتلال يواصل خرق اتفاق غزة (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

قرّر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، توسيع حدود "الخط الأصفر"، كما أمر الجيش الإسرائيلي بشن "غارات قوية" على قطاع غزة.
وجاء هذا التصعيد بعد اتهام الاحتلال لحركة "حماس" بانتهاك وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة أميركية، بحسب ما أعلن مكتب نتنياهو.
وردّت "حماس" بالإعلان عن تأجيل تسليم جثة أسير إسرائيلي، كانت قد أعلنت العثور عليها اليوم الثلاثاء.


توسيع "الخط الأصفر"
وقرر نتنياهو توسيع نطاق السيطرة الميدانية لجيش الاحتلال في قطاع غزة إلى ما بعد ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، وهو الخط الذي تنتشر خلفه القوات الإسرائيلية منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى حيّز التنفيذ بموجب خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
وأتى قرار نتنياهو  في ختام مداولات عقدها اليوم الثلاثاء، في مكتبه بالقدس، تناولت ما وصفه بـ"العقوبات ضد حماس"، وذلك بعد يوم من تسليم الحركة جثة أسير إسرائيلي. وكان مكتب نتنياهو قد أعلن في وقت سابق أنّ ما جرى تسليمه هو "أشلاء من جثة أسير أُعيدت بعملية عسكرية قبل عامين".
ووفقاً لهيئة البث العام الإسرائيلية "كان 11"، يناقش نتنياهو حالياً مع مسؤولين أميركيين آلية تنفيذ القرار وتنسيقه ميدانياً، في ظل استمرار النقاش داخل الحكومة الإسرائيلية حول تقليص كميات المساعدات الإنسانية المسموح بدخولها إلى قطاع غزة، رغم أنها محدودة جداً منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
كما أعلنت رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو أصدر تعليماته للقيادة العسكرية بـ"شنّ هجمات قوية وفورية" على قطاع غزة.
وذكرت "كان 11" أنّ المداولات التي كان من المفترض أن تُعقد بمشاركة موسّعة، تحوّلت إلى جلسة مصغّرة ضمّت نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس، ورئيس أركان الجيش إيال زامير، ورئيس "الشاباك" دافيد زيني، إضافة إلى المسؤول عن ملف الأسرى والمفقودين في الجيش نيتسان ألون، فيما لم يُسمح لضباط كبار في الجيش بالمشاركة.

وبعد قرار نتنياهو، صعد الاحتلال خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، من خلال قصف استهدف عدة مناطق في مدينة غزة بينها محيط مجمع الشفاء الطبي ومخيم الشاطئ.

 

"القسام" تؤجّل تسليم جثة إسرائيلي
في المقابل، أعلنت "القسام"، إرجاء تسليم تسليم جثة رهينة إسرائيلي كان مقرراً مساء الثلاثاء، بسبب الخروقات الإسرائيلية لاتفاق غزة.
وقالت في بيان: "عثرت كتائب القسام اليوم على جثة أحد أسرى الاحتلال خلال عمليات البحث في أحد الأنفاق جنوب القطاع، وسنؤجل تسليمها الذي كان مقرراً اليوم بسبب خروقات الاحتلال"، محذّرة من أن "أي تصعيد صهيوني سيعيق عمليات البحث والحفر وانتشال الجثامين مما سيؤدي لتأخير استعادة الاحتلال لجثث قتلاه".
وكانت إسرائيل، قررت قبل هذه المداولات، وقف جولات تشارك فيها "حماس" مع الصليب الأحمر داخل "الخط الأصفر" بحثاً عن جثث أسرى إسرائيليين، بادعاء أن حماس سلمت أشلاء جثة الأسير المذكور.
وطالبت عائلات أسرى إسرائيليين أموات بعقد اجتماع مع نتنياهو، بادعاء "خروقات حماس المتكررة"، وأن "حماس تعلم بمكان جميع المخطوفين وتخدع الولايات المتحدة والوسطاء، وليس بإمكان الحكومة الإسرائيلية ويحظر عليها تجاهل ذلك وعليها أن تعمل بحزم ضد هذه الخروقات".
وقبل ذلك، ادعى الاحتلال أن "حركة حماس خرقت" اتفاق وقف إطلاق النار، بعد تسليمها أشلاء جثة أسير أعيدت جثته قبل نحو عامين، كما زعم إطلاقها النار على قوة تابعة له في رفح جنوبي القطاع. وقال جيش الاحتلال إن الحركة قامت بإطلاق النار على قوة تابعة له داخل قطاع غزة، زاعماً أنها "خرقت اتفاق وقف إطلاق النار".


قصف أهداف في غزة
وإثر هذه المزاعم، قال مسؤول أمني إسرائيلي إن جيش الاحتلال نفّذ، مساء الثلاثاء، قصفاً استهدف ما وصفها بـ"أهداف إرهابية" داخل قطاع غزة.
ووفق المسؤول الإسرائيلي، شملت الضربات "مبانٍ وأنفاقاً" داخل القطاع، فيما هدّد المسؤول بأن الجيش "سيشنّ رداً أوسع خلال الساعات المقبلة" على ما وصفها بـ"الانتهاكات الخطيرة للاتفاق".


125 خرقاً إسرائيلياً لاتفاق غزة
في غضون ذلك، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن جيش الاحتلال ارتكب 125 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار منذ سريانه في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، ما أسفر عن استشهاد 94 فلسطينياً، وإصابة 344 آخرين.

وأضاف المكتب الحكومي في بيان، "يواصل الاحتلال الإسرائيلي خرق الاتفاق بشكل سافر وممنهج، حيث ارتكب أكثر من 125 خرقا منذ دخول القرار حيز التنفيذ، أسفرت عن استشهاد 94 مدنيا، وإصابة 344 آخرين".
وضمن تلك الخروقات، "تسجيل 52 عملية إطلاق نار استهدفت المدنيين بشكل مباشر، و9 عمليات توغل للآليات الإسرائيلية داخل الأحياء السكنية متجاوزا ما يُعرف بالخط الأصفر".
إلى جانب ذلك، نفذ الجيش الإسرائيلي 55 عملية قصف واستهداف و11 عملية نسف لمبانٍ مدنية واعتقال 21 فلسطينياً بمناطق مختلفة من القطاع منذ سريان الاتفاق، وفق بيان المكتب الإعلامي الحكومي. وندد البيان "بالخروقات الإسرائيلية"، محملاً تل أبيب "المسؤولية الكاملة عن تداعيات الخروقات الإنسانية والأمنية".

وأكد أن "استمرارها يعد تهديداً واضحاً بنسف روح الاتفاق وانتهاكات لالتزامات الاحتلال أمام المجتمع المدني".
ودعا البيان الرئيس الأميركي، والوسطاء إلى "تحمّل مسؤولياتهم، وممارسة ضغط حقيقي على الاحتلال لإلزامه بوقف خروقاته فوراً، واحترام التزاماته التي وقع عليها".

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث