قُتل مدنيان وأصيب آخرون، من مدينة السويداء، اليوم الثلاثاء، جراء هجوم من قبل مجهولين استهداف حافلة نقل جماعية على طريق دمشق- السويداء جنوب البلاد.
تبادل اتهامات
وقالت شبكات إخبارية محلية، إن الحافلة تعرضت لإطلاق نار بعد تجاوز حاجز المطلة قرب مطار بليّ العسكري باتجاه مدخل مدينة السويداء الشمالي، وذلك من قبل 4 مسلحين مجهولين، موضحةً أن الهجوم أسفر عن مقتل شابة وشاب، وإصابة 6 مدنيين آخرين بجروح، بعضها خطيرة.
وقالت محافظة السويداء على "فايسبوك"، إن حافلة نقل ركاب على طريق دمشق- السويداء، تعرضت لاستهداف من قبل مجموعة خارجة عن القانون، ما أسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين، وسط استنفار الجهات المعنية ومتابعة التحقيقات. وأدانت المحافظة الهجوم، ووصفته بـ"العمل الجبان"، مؤكدةً أنه يستهدف أمن المواطنين وسلامة الطرق العامة.
وتبادل السوريون الاتهامات على وسائل التواصل الاجتماعي، بشأن الاستهداف ومن يقف خلفه، حيث أكد ناشطون أن الهجوم يأتي تنفيذاً لتهديدات الفصائل المحلية في السويداء التابعة للشيخ حكمت الهجري، بهدف بثّ الرعب في نفوس الدروز من عبور الطريق باتجاه دمشق، وإعادة التوتر الطائفي من جديد.
فيما قال آخرون إن الاستهداف جرى بمناطق سيطر عليها الأمن السوري، وإن من قام بالاستهداف هم مسلحون من عشائر البدو، كما حملوا الحكومة السورية المسؤولية عن الهجوم.
"عمل إرهابي"
ووصف قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء العميد حسام الطحان، في حديث لـ"سانا"، استهداف الحافلة بأنه "عمل إرهابي جبان استهدف حياة الأبرياء، ومحاولة بائسة لزعزعة الأمن وترهيب المواطنين الذين يسعون للاستقرار".
وقال الطحان: "تأتي الجريمة بعد يومين فقط من استهداف ممنهج طال المدنيين ودوريات الأمن في ريف المدينة، من قِبَل عصابات خارجة عن القانون لا تسعى إلا إلى الفوضى والخراب في السويداء". وشدد على أن "تكرار هذه الاعتداءات يؤكد أن المخطط واحد، والهدف هو ضرب الاستقرار وترويع السكان".
وأضاف "هذه المحاولات الإرهابية لن تُثني القوى الأمنية عن أداء واجبها، وسنواصل متابعة التحقيقات بكل حزم لتحديد الفاعلين وردع هذه".
عودة تدريجية
وشهد طريق دمشق- السويداء خلال الأسابيع الماضية، عودة تدريجية لحركة السير للقوافل التجارية ومركبات نقل المدنيين من السويداء باتجاه دمشق وبالعكس، وذلك بعد أسابيع على توقف الحركة بشكل كامل، خلى خلفية الأحداث التي شهدتها محافظة السويداء في تموز/يوليو الماضي.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، أعلنت محافظة السويداء عن عودة تدريجية لحركة مرور السيارات المدنية على طريق دمشق- السويداء، كما أبدت استعدادها الكامل لتوفير المساعدة للطلاب كي لا تنقطع مسيرتهم التعليمية، وكذلك تعهدت بتأمين "بيئة آمنة ومهيأة تتيح للطلاب أداء امتحاناتهم بكل راحة وطمأنينة، مع مراعاة أعلى معايير الجودة والعدالة التربوية".
وكانت وزارة الداخلية السورية قد أعلنت استكمال الخطوات الأخيرة لتأمين طريق دمشق السويداء، تمهيداً لفتحه أمام حركة النقل والتجارة. وأكدت التزامها الثابت بتلبية احتياجات أهل السويداء، وضمان حرية تنقلهم، فيما ثمّنت "التضحيات الكبيرة" التي قدمتها قوى الأمن الداخلي من أجل إنجاز هذه المهمة.
وكان الطريق الحيوي قد أًغلق أمام القوافل التجارية في 13 تموز/يوليو، على خلفية الاشتباكات التي اندلعت بين مجموعات مسلحة من الدروز وعشائر البدو، والتي تطورت إلى اشتباكات دامية، تدخلت على إثرها القوات السورية كقوات فض اشتباك، قبل أن تدخل إسرائيل على خط المواجهات، وتقصف القوات السورية، إلى أن تم التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق نار، بوساطة أميركية، وانسحاب الجيش السوري.
