أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن بلاده تلقت عبر روسيا إشارات من جانب إسرائيل لخفض مستوى التوتر، لكنه شدد على أن طهران "لا تعول على هذه الرسائل"، في ظل ما وصفه بتجارب سابقة أثبتت أن "الكيان الصهيوني لا يلتزم بالاتفاقات أو التعهدات".
وقال بقائي، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي في طهران، إن "روسيا أعلنت أن السلطات الإسرائيلية طرحت هذا الموضوع، لكننا نتلقى رسائل متناقضة من أطراف مختلفة. ومن خلال التجربة أدركنا أن علينا أن نكون على استعداد دائم"، لافتاً إلى أن القوات المسلحة الإيرانية "في حالة جاهزية كاملة بفضل الخبرات السابقة".
رسائل عبر روسيا
وشدد بقائي على أن إيران تنظر بعين الريبة إلى أي رسائل تأتي عبر قنوات غير مباشرة، مضيفاً أن "تجاربنا السابقة علمتنا أن لا ثقة بتعهدات الكيان الصهيوني". وفي المقابل، أكد أن بلاده لا تستبعد الانخراط في المفاوضات مع الولايات المتحدة "متى ما ضمنت هذه العملية تحقيق الحقوق الوطنية للشعب الإيراني".
ووصف المتحدث باسم الخارجية، إسرائيل بأنها "الشرّ المطلق والشيطان الحقيقي في المنطقة والعالم"، متهماً إياها بتصعيد هجماتها ضد لبنان من أجل "عرقلة أي عملية إعادة إعمار أو تطوير اقتصادي في هذا البلد". ودعا بقائي الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان إلى "القيام بمسؤولياتها لمنع استمرار العدوان".
تعاون إيراني–روسي في سوريا
وفي معرض رده على سؤال حول زيارة المبعوث الخاص الروسي لشؤون سوريا إلى طهران الأسبوع الماضي، أوضح بقائي أن الزيارة "تأتي في إطار التعاون والمشاورات المستمرة مع شركائنا حول الملف السوري"، مضيفاً أن "سوريا تشهد حالياً تطورات متسارعة، وهي بلد مهم في المنطقة، وأمنها ذو أهمية خاصة بالنسبة لإيران والمنطقة بأسرها".
ويأتي هذا الموقف في وقت تعكس فيه التطورات الميدانية والسياسية في سوريا، تنسيقاً مستمراً بين طهران وموسكو، وسط محاولات لإعادة ضبط التوازنات الميدانية في ظل الضغوط الدولية والإقليمية.
خلاف حول التفتيش النووي
أما بخصوص ما صرح به المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، عن وجود مفاوضات خلف الكواليس لاستئناف عمليات التفتيش في إيران، فقد قال بقائي: "لم أسمع مثل هذا التصريح من السيد غروسي".
وفي موازاة ذلك، كشف المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إبراهيم رضائي، أن وزير الخارجية عباس عراقجي أوضح خلال اجتماع مع أعضاء اللجنة، أن "عمليات التفتيش الأخيرة لم تمنح أي وصول إلى المراكز التي تعرضت لهجمات خلال الحرب الأخيرة في حزيران/ يونيو الماضي". وأكد أن تلك الإجراءات تمت "بموافقة منظمة الطاقة الذرية الإيرانية وإذن من المجلس الأعلى للأمن القومي، ولم يصدر أي تصريح آخر للوصول إلى المراكز النووية".