في واحد من أكبر الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، شنّ جيش الاحتلال غارات عنيفة على قطاع غزة، أسفرت عن سقوط 9 شهداء وإصابة 15 آخرين، بينهم طفل ورضيع.
وعلى الرغم من هذا التصعيد، قال نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس، إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة صامد، لافتاً إلى أن "حماس أو جهة أخرى داخل غزة هاجمت جندياً إسرائيلياً والولايات المتحدة تتوقع رداً إسرائيلياً".
غارات على قطاع غزة
وجاءت الغارات الإسرائيلية بعد ادعاءات من الاحتلال بأن "حماس" خرقت الاتفاق باستهداف جنود إسرائيليين في رفح، وفي تسليم الجثث، وبعد قرار من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بتوسيع "الخط الأصفر" وأوامر للجيش بشن غارات على القطاع.
وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مواقع في قطاع غزة بزعم الرد على ما وصفها بـِ "خروقات من جانب حركة حماس"، ذلك في ظل المزاعم الإسرائيلية بشأن سلسلة أحداث ميدانية في رفح ومناطق أخرى من القطاع.
وادّعى مسؤول أمني إسرائيلي أن عناصر من "حماس" أطلقوا النار باتجاه قوة إسرائيلية داخل غزة، وأن مقاتلين خرجوا من نفق في منطقة رفح وأطلقوا قذائف مضادة للمدرعات على قوات الاحتلال المنتشرة في المنطقة.
وتذرع الاحتلال بهذه المزاعم لمهاجمة ما وصفها بـِ "أهداف إرهابية" داخل قطاع غزة.
الإدارة الاميركية: ضربات محددة
وفي الوقت الذي أكد فيه مسؤول أميركي لـِ "وول ستريت جورنال"، أن الإدارة الأميركية تتوقع أن تكون الضربات محددة الأهداف، مشيراً إلى أن إسرائيل لا تسعى لتقويض وقف إطلاق النار، قال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيانٍ له، إن "حركة حماس ستدفع ثمناً باهظاً" على ما وصفه بـِ "الهجوم على جنود الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة" و"خرق الاتفاق المتعلق بإعادة جثث الأسرى".
وأضاف كاتس أن "هجوم حماس على جنود الجيش الإسرائيلي في غزة هو تجاوز لخط أحمر ساطع، والجيش سيرد عليه بقوة كبيرة"، مشيراً إلى أن "حماية حياة جنود الجيش وأمنهم هي المهمة الأولى في نشاط الجيش داخل القطاع".
وختم كاتس تصريحه بالقول إن "حماس ستدفع الثمن بـِ ‘فائدة مركبة‘ على استهداف الجنود وعلى خرق الاتفاق لإعادة جثث الأسرى".
"حماس": لا علاقة لنا بهجوم رفح
في المقابل، نفت "حماس" أي علاقة لها بحادث إطلاق النار في رفح، مؤكدةً التزامها باتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت في بيانٍ لها، "إن القصف الإجرامي الذي نفّذه جيش الاحتلال على مناطق من قطاع غزة، يمثّل انتهاكاً صارخاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقع في شرم الشيخ برعاية الرئيس الأميركي (دونالد) ترامب".
وأشارت إلى أن "هذا الهجوم هو امتدادٌ لسلسلة الخروقات التي ارتُكبت خلال الأيام الماضية، من اعتداءات أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى، واستمرار إغلاق معبر رفح، وهذا ما يؤكّد الإصرار على انتهاك بنود الاتفاق ومحاولة إفشاله".
وطالبت الوسطاء الضامنين للاتفاق بالتحرّك الفوري للضغط على الاحتلال، وكبح تصعيده الوحشي ضد المدنيين في قطاع غزة، ووقف انتهاكاته الخطيرة لاتفاق وقف إطلاق النار، وإلزامه ببنوده كافة.
إسرائيل تحتاج لموافقة أميركية مسبقة
في غضون ذلك، نقلت هيئة البث العام الإسرائيلية "كان 11" في نشرتها المسائية، الثلاثاء، عن مصادر إسرائيلية قولها إن أي خطوة عسكرية جديدة قد يقدم عليها جيش الاحتلال في قطاع غزة تستوجب موافقة مسبقة من الولايات المتحدة.
ووفقاً لـ"مان 11" فإن هذه الرسالة نُقلت خلال مداولات عقدها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، اليوم، مشيرةً إلى أنّ النقاشات تناولت الردّ الإسرائيلي على ما تصفه إسرائيل بـ"خروقات حماس لاتفاق وقف إطلاق النار".
وبحسب المصادر، تعتقد إسرائيل أنّ واشنطن ستصادق على جزء من الخطوات التي يجري بحثها، لكنها لن توافق على جميعها. ونقلت القناة عن مسؤول سياسي قوله: "نحن لا نستطيع أن نفعل كل ما نريد، بسبب القيود التي تفرضها واشنطن".
من جهة أخرى، ذكرت "كان 11" أن لقاءات إسرائيلية قطرية أميركية عُقدت خلال الأيام الأخيرة في عدد من الدول الغربية، في محاولة لإيجاد حلول لأزمة ما تصفه إسرائيل بـ"الانتهاكات المتكررة" للاتفاق و"تعثّر إعادة جثث الأسرى".
