كشف دبلوماسي أميركي سابق، في تصريح خاص لصحيفة "العربي الجديد"، أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة، كانت تتضمن بنداً صريحاً يمنع ضم إسرائيل للضفة الغربية، غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نجح في إزالته خلال التعديلات الأخيرة قبل الإعلان الرسمي للخطة.
وقال المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية، الذي عمل مع إدارات جمهورية وديمقراطية، إنه اطلع على نصوص أولية للخطة، تضمنت في البند رقم 21 إشارة واضحة إلى أن إسرائيل لن تضم الضفة الغربية. وأضاف أن هذا البند جرى حذفه في نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، إثر نقاشات بين ترامب ونتنياهو أثناء زيارة الأخير للبيت الأبيض، قبل إعلان الخطة إعلاناً رسمياً.
تصريحات ترامب العلنية
يأتي هذا الكشف بعد أيام قليلة من مقابلة ترامب مع مجلة " تايم"، التي أكد خلالها أنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، محذراً من أن تل أبيب ستخسر الدعم الأميركي إذا أقدمت على هذه الخطوة. وقال: "ضم الضفة لن يحدث، لن يحدث لأني أعطيت وعداً للدول العربية".
وبالرغم من هذا الموقف العلني، أوضح الدبلوماسي الأميركي أن الصياغات النهائية للخطة لم تعد تتضمن أي بند ملزم بهذا الشأن، وهو ما أتاح لنتنياهو وحكومته مساحة للمناورة.
ومنذ وصول ترامب إلى السلطة، ألغت وزارة الخارجية الأميركية العقوبات التي كانت قد فرضتها إدارة الرئيس جو بايدن على المستوطنين في الضفة الغربية. وبالرغم من تزايد الاعتداءات من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين بعد توقيع خطة السلام، لم تعمد إدارة ترامب إلى إعادة فرض هذه العقوبات، وهذا ما أثار انتقادات واسعة بشأن ازدواجية السياسة الأميركية.
في المقابل، كثفت إسرائيل من إجراءاتها على الأرض، سواء عبر التوسع الاستيطاني أو تشديد الحواجز والقيود على الفلسطينيين في الضفة، في الوقت الذي دعا فيه وزير المالية الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش، السبت الماضي، الحكومة إلى تبني مطلب اليمين والمستوطنين بتطبيق ما يسميه "السيادة الإسرائيلية" على الضفة الغربية المحتلة.
الضغط على نتنياهو
وفي حديثه لمجلة " تايم"، تباهى ترامب بقدرته على إلزام نتنياهو بوقف الحرب في غزة، قائلاً: "العالم سئم من هجماتنا. وقلت لبيبي: لا يمكنك محاربة العالم... إسرائيل مكان صغير جداً مقارنة بالعالم. كنت أرى ما يحدث، وإسرائيل تفقد شعبيتها على نحوٍ كبير... وعلى أي حال فعل نتنياهو الأمر الصواب".
هذا التباهي يتناقض مع ما كشفه الدبلوماسي الأميركي السابق، حول تراجع ترامب في اللحظة الأخيرة عن بند جوهري في خطته، نتيجة ضغوط مباشرة من نتنياهو، وهو الأمر الذي يثير تساؤلات حول مدى صلابة المواقف التي يعلنها ترامب مقارنة بما يقرره عملياً على الطاولة.
