توقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم السبت، في العاصمة القطرية الدوحة، خلال رحلة طويلة إلى آسيا، في محطة وُصفت بأنها فرصة لبحث خطة السلام في غزة وتقدمها.
والتقى ترامب، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وفق ما أفاد مسؤولون.
وصعد أمير قطر ورئيس الوزراء إلى الطائرة "إير فورس وان" إثر هبوطها في قاعدة العديد الجوية التي تضم المقر العام الإقليمي للجيش الأميركي وآلافاً من الجنود الأميركيين.
وأكد ترامب أن الثنائي القطري اضطلع بدور حاسم في عملية السلام في الشرق الأوسط، في إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وقال ترامب إن "السلام يجب أن يكون مستداماً في غزة"، مشيراً إلى أن قوة الاستقرار في القطاع ستكون جاهزة قريباً، مشيراً إلى أن "قطر سترسل قوات حفظ سلام إلى غزة عند الحاجة إلى ذلك. أعتقد أن وقف إطلاق النار في غزة سيصمد وآمل أن يلتزم الأطراف بما وافقوا عليه".
ولفت الرئيس الأميركي إلى أن "السعودية والإمارات وقطر وتركيا وإندونيسيا والأردن ستكون جزءاً من قوة حفظ الاستقرار في غزة"، مضيفاً أن قطر "ستكون على استعداد لإرسال قوات حفظ سلام إذا تطلب الأمر ذلك"، في إشارة إلى دور الدوحة المحوري في المسار الدبلوماسي القائم.
وتابع: "نحقق سلاماً حقيقياً في الشرق الأوسط وهذا لم يحدث منذ 3 آلاف سنة، وما حققناه في غزة نجاح كبير".
مهلة لحماس
وفي وقت لاحق السبت، قال ترامب، في تدوينة على منصته "تروث سوشال"، إنّ ما وصفه بـ"السلام القوي في الشرق الأوسط" يمتلك فرصة ليكون "أبدياً"، لكنه ربط ذلك بضرورة أن تبدأ "حماس" في إعادة جثامين الأسرى القتلى، ومن بينهم جثتان لمواطنين أميركيين، "بشكل سريع".
وحذر ترامب من أنه "يجب على حماس أن تبدأ بإعادة الجثامين بسرعة، وإلا فإن الدول الأخرى المشاركة في هذا السلام العظيم ستتخذ إجراءات". وأقرّ بأنّ بعض الجثامين "يصعب الوصول إليها"، لكن "بعضها تمكن إعادته الآن، ولسبب ما لم يتم ذلك". وتابع الرئيس الأميركي: "ربما يتعلق الأمر بعملية نزع سلاحهم"، مذكّراً بتصريحه السابق بأن "كلا الجانبين سيُعاملان بإنصاف"، لكنه أوضح أن هذا الأمر مرهون بـ"الالتزام بالواجبات". وقال ترامب إنه يراقب التطورات "عن كثب"، مضيفاً: "لنرَ ما سيفعلونه خلال الـ48 ساعة المقبلة".
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو إن واشنطن تتلقى مقترحات بشأن استصدار قرار محتمل من الأمم المتحدة أو اتفاقية دولية لمنح تفويض لقوة متعددة الجنسيات في غزة، لافتاً إلى أن هذه المسألة ستناقش في قطر الأحد.
ورافق روبيو ترامب خلال اللقاء على متن طائرة الرئاسة الأولى "إير فورس وان" خلال توقف للتزود بالوقود في قاعدة العديد الجوية، قبيل التوجه إلى ماليزيا لحضور قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان"، واليابان، وكوريا الجنوبية لحضور منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ "أبيك".
دور الوساطة والاتفاق الأخير
ولعبت الولايات المتحدة، بمشاركة قطر ومصر وتركيا، دوراً رئيساً في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" مطلع الشهر الجاري. ووُقّع على الاتفاق رسمياً خلال قمة عُقدت في منتجع شرم الشيخ المصري يوم 13 أكتوبر/ تشرين الأول، حيث أعلن ترامب حينها أن "السلام في الشرق الأوسط" أصبح ممكنًا.
وأوقف الاتفاق أكثر من عامين من الحرب المدمرة في غزة، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 68 ألف فلسطيني جراء الهجمات الإسرائيلية، وخلفت دماراً واسعاً في القطاع. ويعمل الوسطاء حالياً على تثبيت الهدنة وتنفيذ خطة ترامب المكونة من عشرين نقطة، تشمل التزامات متبادلة من الطرفين.
