أكد وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي اليوم السبت، أهمية التنسيق القائم مع أنقرة لمتابعة مراحل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
اتصال عبد العاطي بفيدان
جاء ذلك، خلال اتصال أجراه وزير الخارجية المصرية بنظيره التركي هاكان فيدان، واستعرضا خلاله نتائج قمة شرم الشيخ، وما تمخضت عنه من اتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة وفقاً لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وذكر بيان للخارجية المصرية، أن عبد العاطي شدد على أهمية تثبيت الاتفاق والتهدئة، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أن وزير الخارجية أكد أهمية التنفيذ الكامل لبنود الاتفاق بما يضمن وقف إطلاق النار دائماً، وتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى القطاع، لافتاً إلى أهمية التنسيق القائم بين مصر وتركيا في متابعة مراحل الاتفاق بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين. وتطرق الوزيران إلى التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية في قطاع غزة المقرّر عقده في القاهرة خلال الشهر الحالي؛ إذ أعرب عبد العاطي عن تطلع مصر إلى مشاركة تركيا الفاعلة في المؤتمر، ودعمها للجهود الدولية لإعادة إعمار القطاع، وتثبيت الاستقرار في المنطقة.
الاستخبارات الإسرائيلية: "حماس" تماطل بتسليم الجثث
في غضون ذلك، أفادت تقارير عبرية بأن "حماس" قادرة على تسليم جثث إضافية للأسرى الإسرائيليين الذين قضوا في قطاع غزة.
وتحدثت التقارير العبرية، عن تقديرات استخباراتية جديدة تظهر أن الحركة "بمقدورها الوصول إلى ما بين 5 و 8 جثامين لأسرى إسرائيليين"، وأنها "قادرة على تسليمها على الفور".
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصدر سياسي إسرائيلي، قوله إن هذه المعطيات "تثبت أن ادعاءات حماس بشأن حاجتها إلى وقت إضافي للعثور على الجثامين تهدف إلى المماطلة وتأجيل تنفيذ اتفاق شرم الشيخ".
وأضاف المصدر أن "المنظومة الأمنية الإسرائيلية نقلت إلى الجانب الأميركي هذه المعلومات التي تُظهر أن لدى حماس إمكانية فورية لتسليم الجثامين".
على صعيد آخر، لفت تقرير الصحيفة إلى أن إسرائيل "تواصل أعمال إعادة الإعمار في المناطق الخاضعة لسيطرتها داخل القطاع"، مضيفاً: "تُقام في جنوب غزة وشمالها مناطق إنسانية تُبنى فيها مخيمات دائمة للفلسطينيين، بالشراكة مع ما لا يقل عن ثماني دول تتصدرها الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة".
واعتبر التقرير أن هذه المشاريع "تُعد أيضاً وسيلة ضغط غير مباشرة على حركة حماس لدفعها إلى تسريع تنفيذ الاتفاق، في ظل غياب شبه تام لجهود إعادة الإعمار في المناطق الخاضعة لسيطرتها، باستثناء أعمال رفع الركام".
خروقات الاحتلال للاتفاق مستمرة
ميدانياً، وعلى الرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار يومه الـ15، واصل جيش الاحتلال خروقاته للاتفاق؛ إذ نفذ سلسلة عمليات نسف، فجر اليوم السبت، لما تبقى من منازل الأهالي الغزيين داخل "الخط الأصفر" في المناطق الشرقية لمدينة غزة.
وافادت تقارير محلية، بإصابة طفل بجروح خطيرة بنيران الاحتلال شمال غرب رفح جنوبي قطاع غزة، كما أصيب عدد من الأشخاص في قصف استهدف مركبة مدنية في بلدة بني سهيلا شرقي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، إضافة إلى إصابة بالرصاص شرقي مخيم البريج.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 68,519 شهيداً و170,382 جريحاً منذ بدء العدوان على غزة، ذلك بعد وصول 19 شهيداً (منهم 4 شهداء نتيجة استهداف مباشر من الاحتلال و15 تم انتشالهم) و7 إصابات، إلى المستشفيات خلال الساعات الـ48 الماضية.
وعلى صعيد الكارثة الإنسانية والصحية، أشارت وزارة الصحة في غزة، إلى أنه لم تدخل أيّة شحنة دواء أو أجهزة أو معدات طبية منذ وقف إطلاق النار إلى القطاع، لافتةً إلى أن "المنظومة الصحية في القطاع ما زالت تعاني، ولم يحدث أي تغيير منذ وقف إطلاق النار".
من جهتها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن "مستودعاتنا في الأردن ومصر محظورة من دخول غزة"، مشيرةً إلى أن "مواد الإيواء ولوازم الشتاء المخصّصة للنازحين في غزة موجودة بمستودعاتها في الأردن ومصر، لكنها ممنوعة من دخول القطاع".
أثناء ذلك، أكد مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة لـِ "التلفزيون العربي"، أنَّ الاحتلال سمح بدخول 1100 شاحنة فقط، أي 15% من أصل 600 يومياً كما نصَّ اتفاق وقف إطلاق النار، كما لم تدخل سوى 17 من أصل 50 شاحنة وقود منصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار إلى أن الاحتلال يمارس الابتزاز السياسي والاقتصادي والعقاب الجماعي بحق أهالي غزة، ويتعمّد منع إدخال عشرات السلع والبضائع إلى القطاع.
