واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ونفّذ فجر اليوم السبت، عمليات نسف لما تبقى من منازل الغزّيين داخل "الخط الأصفر" في المناطق الشرقية لمدينة غزة.
ووفقاً لتقارير محلية، سُمع دوي الإنفجارات من المحافظة الوسطى، وسط إطلاق "قنابل إنارة" في سماء بركة الشيخ رضوان في مدينة غزة. فيما عملت الزوارق الحربية على إطلاق نيرانها في بحر غزة.
وأفادت تقارير محلية في غزة، أمس الجمعة، باستشهاد شخصين، باستهداف مسيّرة إسرائيلية لمجموعة من الأهالي شرقي مدينة دير البلح وسط القطاع.
وفي ظل الخروقات المتواصلة، تستمر في مدينة خانيونس جنوبي القطاع عمليات البحث عن جثث أسرى إسرائيليين فُقدوا داخل نفق للمقاومة تعرض لقصف إسرائيلي خلال الحرب.
الاحتلال يرفض إدخال الأدوية
في غضون ذلك، لا يزال الاحتلال يرفض إتاحة إدخال الأدوية والأجهزة الطبية ومواد النظافة إلى القطاع، والإمعان في تشديد حصاره على دخول المساعدات، حيث لا تزال المساعدات التي تدخله لا تتعدّى كميات قليلة من المكملات الغذائية.
وفي السياق، دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إلى الضغط على إسرائيل من أجل التعاون مع الأمم المتحدة لإدخال المساعدات.
وتعليقاً على حجم الدمار في قطاع غزة، قالت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن أحياءً بأكملها في عموم القطاع محيت من الوجود، مشيرةً إلى أن العائلات تبحث عن الماء والمأوى بين الأنقاض في غزة، مضيفةً أن المساعدات الإنسانية التي تقدمها لا تزال محظورة. فيما أفادت مصادر طبية في غزة بأن 22 ألف مريض في غزة بحاجة عاجلة للسفر وتلقي العلاج.
"حماس": التوافق الوطني مهم
سياسياً، دعت فصائل فلسطينية مجتمعة في القاهرة، الى إنشاء قوة دولية، وقرّرت تسليم القطاع إلى لجنة من الفلسطينيين المستقلين التكنوقراط.
وأوردت الفصائل الفلسطينية في بيان، أنها قرّرت "تسليم إدارة قطاع غزة إلى لجنة فلسطينية موقتة من أبناء القطاع تتشكّل من المستقلين التكنوقراط، وتتولّى تسيير شؤون الحياة والخدمات الأساسية بالتعاون مع الأشقاء العرب والمؤسسات الدولية".
ويتطابق إعلان الفصائل مع مضمون خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة.
كذلك، أكدت الفصائل "على أهمية استصدار قرار أممي بشأن القوات الأممية الموقتة المزمع تشكيلها لمراقبة وقف إطلاق النار"، بموجب خطة ترامب.
وشدد المتحدث باسم حركة "حماس" حازم قاسم أن "التوافق الوطني مهم وإجماع الفصائل ينحاز إلى ثوابت الشعب الفلسطيني، حيث توافقنا على ترتيبات المرحلة الثانية لإدارة غزة والاتفاق على أنها ستكون فلسطينية ولا فصل بين القطاع وغزة".
وأضاف أن "الاجتماعات المقبلة ستتضمن العلاقة مع الاحتلال ومصير سلاح المقاومة والحوار حول وجود قوات أممية، وندعو للإسراع في تشكيل اللجنة التي يتم الاتفاق عليها لتسليم إدارة قطاع غزة للقيام بمهامها من أجل إعادة الإعمار".
تفاؤل أميركي
من جهته، أعرب وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو الجمعة، عن تفاؤله بشأن استعداد دول عدّة للمشاركة في قوة الاستقرار الدولية في غزة، بموجب اتفاق الهدنة بين "حماس" وإسرائيل.
وفي ما يتعلق بالقوة الدولية، أشار روبيو الذي وصل إلى إسرائيل الخميس، إلى أنّ واشنطن قد تسعى للحصول على تفويض من الأمم المتحدة لهذه القوة، بناء على طلب بعض الدول.
وفيما أكد استعداد دول عدّة للانضمام إليها، حذّر من أنّها "يجب أن تتكوّن من الأشخاص أو الدول التي تشعر إسرائيل بالارتياح تجاهها".
وأوضح روبيو أنّ الدولة العبرية ستحصل على حق النقض (الفيتو) بشأن تشكيل القوة كما يمكنها بشكل خاص معارضة مشاركة تركيا.
وقال روبيو إنّه "متفائل" بشأن استمرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس الذي دخل حيّز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر، وأنهى حربا مدمّرة استمرّت عامين في قطاع غزة.
وأثناء زيارته مركز التنسيق المدني العسكري لمراقبة الهدنة الذي تشرف عليه واشنطن في جنوب إسرائيل، أشار روبيو إلى احتمال انضمام المزيد من الدول للاتفاقات الإبراهيمية التي طبّعت بموجبها الإمارات والبحرين والمغرب علاقاتها مع إسرائيل في العام 2020.
وأضاف للصحافيين: "أعتقد أن هناك بعض الدول التي يمكن إضافتها الآن إن أردنا ذلك، لكننا نريد أن نقوم بشيء كبير بهذا الشأن، ونحن نعمل على ذلك". ولكنه لم يحدد الدول التي كان يتحدث عنها.
من جهتها، قالت قيادة أركان الجيش الفرنسي: "نحن في مرحلة التخطيط فقط. لم تحدد بعد طبيعة المهمة، ولا آليات تنفيذها، ولا الموارد التي تقدمها الدول المساهمة".
وأشارت إلى أنها نشرت "ثلاثة ضباط اتصال" ضمن مركز التنسيق العسكري المدني "لتنفيذ هذه المرحلة".
