قال مسؤولون عسكريون إسرائيليون وأميركيون، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن الجيش الأميركي بدأ في الأيام الأخيرة تشغيل طائرات استطلاع مسيّرة فوق قطاع غزة، في خطوة تعكس مسعىً دولياً تقوده واشنطن لضمان صمود اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحركة "حماس".
وأوضح مسؤولان إسرائيليان ومسؤول دفاعي أميركي، للصحيفة الأميركية، أن الطائرات حلقت بموافقة إسرائيل، وأنها تتابع النشاط الميداني في غزة دون الكشف عن مساراتها. وتعمل هذه المهمات في إطار دعم مركز التنسيق المدني–العسكري الجديد الذي أنشأته القيادة المركزية الأميركية جنوب إسرائيل، الأسبوع الماضي، بهدف مراقبة الهدنة.
ويواجه الاتفاق الذي توسط فيه وسطاء أميركيون وقطريون ومصريون، مطلع الشهر الجاري، ضغوطاً متزايدة بسبب تجدد العنف والتوترات المستمرة بشأن تبادل الجثامين. وعلى مدى الحرب المستمرة منذ عامين، استخدم الجيش الإسرائيلي، بدعم أميركي، الطائرات المسيّرة بكثافة لجمع المعلومات الاستخبارية وتوجيه عملياته ضد "حماس".
تحركات دبلوماسية أميركية
وأشار تقرير "نيويورك تايمز"، إلى أنه وبينما سبق أن حلقت طائرات أميركية من طراز "ريبر MQ-9 " فوق غزة خلال عمليات البحث عن الرهائن، فإن المهام الأخيرة توحي برغبة واشنطن في امتلاك تقييم مستقل للوضع الميداني، بعيداً عن الاعتماد الكامل على إسرائيل.
و تكثّفت التحركات الأميركية لتعزيز الهدنة، منذ زيارة الرئيس دونالد ترامب لإسرائيل الأسبوع الماضي، حيث وصل كل من نائب الرئيس جاي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، إلى البلاد. وزار الأخير مركز التنسيق الجديد الذي يضم نحو 200 عنصر أميركي، مؤكداً أن المركز سيشرف على تنفيذ الاتفاق ويسهّل تدفق المساعدات الإنسانية واللوجستية. وقال روبيو: "ستكون هناك صعود وهبوط وتقلبات، لكن لدينا أسباباً قوية لتفاؤل صحي بشأن التقدم المحرز".
مراقبة أميركية مباشرة
وتتشارك إسرائيل والولايات المتحدة تعاوناً عسكرياً واستخبارياً وثيقاً، شمل في وقت سابق من العام الجاري، تنفيذ ضربات مشتركة ضد مواقع نووية إيرانية. لكن بعض المسؤولين الإسرائيليين ودبلوماسيين سابقين أعربوا عن دهشتهم من تكثيف واشنطن مراقبتها المباشرة في غزة، وفق تقرير "نيويورك تايمز".
وقال السفير الأميركي السابق في إسرائيل، والمبعوث الخاص السابق لشؤون إيران دانيال بي. شابيرو: "هذه نسخة شديدة التدخل من المراقبة الأميركية على جبهة تعتبرها إسرائيل تهديداً نشطاً. لو كانت هناك شفافية وثقة كاملة بين الجانبين، لما كانت هناك حاجة لذلك. لكن من الواضح أن الولايات المتحدة تريد إزالة أي احتمال لسوء الفهم".
من جانبه، أكد المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، الكابتن تيموثي هوكينز، في مقابلة مع قناة "i24" الإسرائيلية، أن مركز التنسيق "يضم قاعة عمليات تمكننا من متابعة ما يحدث في غزة بشكل لحظي". وأضاف أن الوضع "شديد الهشاشة"، وأن القوات الأميركية "تعمل بجد" للحفاظ على استمرار وقف إطلاق النار.
