قال وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو، إنه ما مِن خطة بديلة لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في غزة، مشدداً على أن واشنطن "تعمل على ضمان نجاحها"، حاثّا إسرائيل وحماس على الالتزام بها. فيما قالت حركة "حماس"، إن هناك "إشكاليات معقدة" بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، "تتطلّب المزيد من النقاش"، مشدّدة على حصولها على "ضمانات واضحة" بانتهاء الحرب فعلياً.
روبيو: تقدّم بتطبيق اتفاق غزة
وفي كلمة ألقاها في مركز التنسيق الأميركيّ الإسرائيليّ بشأن غزة في كريات غات، جنوبي إسرائيل، اليوم الجمعة، أفاد روبيو بأن "هناك صعوبات في تطبيق اتفاق غزة، لكن هناك أيضاً أسباب تدعونا إلى التفاؤل"، مشيراً إلى إحراز تقدّم في الحفاظ على وقف إطلاق النار.
وأكد أنه "يجب التنسيق مع كل المنظمات الدولية والجمعيات الخيرية، بشأن توزيع المساعدات بغزة"، مشيراً إلى أن واشنطن "تنسّق مع مختلف الأطراف، بشأن القوة الدولية المزمع نشرها في غزة".
وأضاف روبيو: "نعمل على خلق الظروف، التي تضمن عدم تكرار ما وقع في 7 أكتوبر"، قائلاً: "نعمل على إقامة قوة دولية، للمحافظة على الاستقرار في قطاع غزة".
وشدّد وزير الخا رجية الأميركية، على أنه "لا خطة بديلة لخطة ترامب لإحلال السلام في غزة، ونعمل على ضمان نجاحها".
وقال: "نريد أن نساعد في خلق ظروف تساعد سكان غزة على حياة أفضل من دون حماس"، التي هدّد بأنها "إذا رفضت نزع سلاحها، فسيكون ذلك انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار".
واشنطن تتوقع نزع سلاح "حماس"
وفي ما يتعلق بالموضوع نفسه، قال روبيو إن واشنطن "تتوقع نزع سلاح حماس بالكامل، ولا نريد أي تهديد لإسرائيل من المناطق التي توجد فيها حماس الآن".
وأكد أنه "لم يتم تشكيل القوة الدولية المزمع نشرها في غزة"، غير أنه أضاف أن "دولا كثيرة عبّرت عن رغبتها في المشاركة".
واضاف: "يجب على إسرائيل وحماس الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في غزة"، مذكّراً بأن "جميع الأطراف وافقت على عدم وجود دور لحماس في غزة، مستقبلا".
ولفت روبيو إلى أن "قوة الأمن الدولية بشأن غزة، يجب أن تتكون من الدول التي تشعر إسرائيل بارتياح تجاهها".
واستطرد: "ما حققناه من تقدم في 12 يوماً في غزة تاريخي وملتزمون بإنجاح اتفاق وقف إطلاق النار".
وأضاف: "عبّرنا عن مخاوفنا إزاء الوضع الحالي للسلطة الفلسطينية". وقال: "نعمل على ضمان عدم حكم حماس لغزة مستقبلاً، وعدم وجود أي تهديد لأمن إسرائيل"، مشيراً إلى أن "السلام لن يتحقق، طالما هناك منطقة تهدد أمن إسرائيل، والجميع يتفهم ذلك".
وقال الوزير الأميركي إن "فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، سيهدد عملية السلام، وأعتقد أن أمرا كهذا لن يحدث"، مضيفاً: "نريد أن تنضم دول إضافية إلى ’اتفاقات أبراهام"، مؤكداً أن "أونروا لا يمكنها القيام بدور في غزة، وهي تابعة لحماس"، وفق زعمه.
إشكاليات معقدة
من جهتها، جدّدت حماس في بيان، "التزامها الكامل بتفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار، وحرصنا على إنجاحه وتنفيذه على أرض الواقع"، مشيرةً إلى أنها "نفّذت المرحلة الأولى من الاتفاق بتسليم الأسرى الأحياء، وبعض الجثامين، ونعمل على استكمال تسليم ما بقي منها"، لكنها تحدثت عن تفاصيل "إشكاليات معقدة" بالمرحلة الثانية من الاتفاق تتطلب المزيد من النقاش، موضحةً في الوقت نفسه أنها حصلت على ضمانات.
ولفتت إلى أن "المرحلة الثانية من الاتفاق، تتطلب المزيد من النقاش والتفاهم مع الوسطاء، لأنها تتضمن إشكاليات معقدة"، مؤكدةً حرصها "على التوافق الوطني الفلسطيني، لحلّ جميع القضايا العالقة الخاصّة، بشكل الحكم في غزة، ما بعد الحرب".
وطالبت الحركة "بالضغط على الاحتلال، للوفاء بالتزاماته، وأهمها وقف العدوان، ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإدخال المساعدات"، محذّرةً من أن "دولة الاحتلال، قد تستخدم الورقة الإنسانية، للابتزاز السياسي".
وتابعت: "مقبلون على حوار وطني فلسطيني، وندعو إلى الانحياز لحالة الإجماع الوطني، الموجودة في غزة".
وقبل ذلك، قال عضو المكتب السياسي لـ"حماس" حسام بدران، لقناة "القاهرة الإخبارية": "نحن في القاهرة اليوم لمتابعة الخطوات المتعلقة بتنفيذ اتفاق شرم الشيخ والتأكيد على جدّية حركة حماس والفصائل الفلسطينية في المضي قدماً في تطبيق بنوده".
وأضاف أن الفصائل الفلسطينية عقدت في القاهرة "اجتماعات ثنائية وجماعية، إذ اتفقت على رؤية موحدة لتنفيذ الاتفاق بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة"، وفق ما نشرته الحركة.
إرضاء لإسرائيل: لا قوات تركية بغزة
وفي سياق متعلق بالقوة الدولية في غزة، أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، اليوم الجمعة، بأن واشنطن وافقت على طلب إسرائيل بعدم نشر جنود أتراك في قطاع غزة. وأوضحت الصحيفة أنه بعد معارضة إسرائيل وجود جنود أتراك من المتوقع أن يشكّل جنود من أذربيجان وإندونيسيا القوة الأساسية لـ"قوة الاستقرار الدولية" في غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إندونيسيا ترسل منذ سنوات عديدة جنودها إلى قوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك اليونيفيل. كما أشارت إلى أن إسرائيل تحتفظ منذ عشرات السنين بعلاقات وثيقة وجيدة مع أذربيجان في عدة مجالات، بما في ذلك الأمنية. وأفادت الصحيفة بأن المؤشرات على وصول قوات من هذه الدول يتضح أكثر بعد أن فرضت إسرائيل فيتو على مشاركة جنود أتراك في القوة، فيما قبلت الولايات المتحدة موقف إسرائيل وعليه لن يكون للأتراك أي مشاركة عسكرية في غزة.
