اتفقت الفصائل الفلسطينية خلال اجتماعها في القاهرة، على تسليم إدارة قطاع غزة إلى لجنة فلسطينية مؤقتة من المستقلين "التكنوقراط" من أبناء القطاع، تكون مهمتها توفير الخدمات الأساسية بالتعاون مع الدول العربية والمؤسسات الدولية، في خطوة وُصفت بأنها مدخل إلى مرحلة انتقالية شاملة تشمل القطاع والضفة الغربية.
وقالت الفصائل في بيان ختامي، إن الاجتماع الذي جرى بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، واستمر يومين، أتى "استكمالاً لجهود الوسطاء لوقف الحرب على غزة ومعالجة تداعياتها"، وفي إطار التحضير لـِ "حوار وطني شامل لحماية المشروع الوطني واستعادة الوحدة الوطنية".
تسليم غزة للجنة محلية
ووفق البيان، اتُفق على مواصلة تنفيذ إجراءات اتفاق وقف إطلاق النار، واتخاذ جميع التدابير الكفيلة بحفظ الأمن والاستقرار في القطاع. كما جرى تأكيد تشكيل لجنة دولية للإشراف على تمويل إعادة الإعمار وتنفيذه، مع الالتزام بوحدة النظام السياسي الفلسطيني والقرار الوطني المستقل.
ودعت الفصائل إلى استصدار قرار من الأمم المتحدة بشأن نشر قوات أممية مؤقتة لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، في إطار المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تتضمن أيضاً انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، ونزع سلاح حركة "حماس"، وإنشاء جهاز إدارة مؤقت تابع للهيئة الانتقالية الدولية الجديدة في غزة باسم "مجلس السلام" برئاسة ترامب.
تفعيل منظمة التحرير
كما شدد البيان على أهمية تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني"، داعياً إلى عقد اجتماع عاجل يضم جميع القوى والفصائل للاتفاق على استراتيجية وطنية تعيد الاعتبار للمنظمة، وتضمن مشاركة مكونات الشعب كافة.
وفي السياق نفسه، أكدت الفصائل على أن قضية الأسرى الفلسطينيين ستظل في صدارة أولوياتها، وطالبت بإنهاء كافة أشكال الانتهاكات بحقهم وإلزام الاحتلال بالاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
وفي الجانب السياسي، أدانت الفصائل مصادقة الكنيست الإسرائيلي بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون "تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية"، معتبرةً أن الوحدة الوطنية هي الرد الأبلغ على هذه السياسات. وفي الوقت نفسه، ثمّنت الفصائل قرار ترامب بوقف هذا التحرك الإسرائيلي.
لقاءات متزامنة
وجاء الاجتماع في القاهرة بعد يوم واحد من لقاء عُقد بين وفد حركة "حماس" برئاسة خليل الحية، ووفد حركة "فتح" برئاسة حسين الشيخ وماجد فرج، لبحث ترتيبات ما بعد الحرب على غزة، ذلك عقب لقاء جمع الشيخ وفرج برئيس المخابرات المصرية حسن رشاد.
إلى جانب ذلك، تواصلت مباحثات موازية بشأن المرحلة الثانية من خطة ترامب؛ إذ التقى مسؤولون أميركيون بارزون، بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، نائب الرئيس جيه دي فانس، والمبعوثان الخاصان جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة تفاصيل الترتيبات المقبلة.
