توصل الأمن السوري إلى اتفاق مبدئي مع كتيبة "الغرباء" الفرنسية في مخيم الفردان في مدينة حارم في ريف إدلب، وذلك بعد تدخل شخصيات بارزة من المقاتلين الأجانب للوساطة بين الجانبين.
محكمة شرعية
وقالت مصادر محلية إن الاتفاق ينص على فك جميع الاستنفارات العسكرية من قبل الأمن السوري وكتيبة الفرنسيين في داخل ومحيط المخيم، وإحالة جميع القضايا المتعلقة بتجاوزات زعيم الكتيبة عمر أومسين إلى القضاء الشرعي، إلى جانب بسط سيطرة الأمن السوري على المخيم بشكل كامل.
ولفتت إلى أن شخصيات بارزة قيادية من "التركستان" و"الأوزبك" دخلت على خط الوساطة بين الجانبين للتوصل إلى اتفاق مبدئي يجنّب المواجهة العسكرية، وذلك على أن يلتزم أومسين بجميع الأحكام الصادرة عن القضاء الشرعي بحقه.
ويأتي التوصل إلى اتفاق، في ظل دعوات إلى تجنّب القتال والصراع الداخلي مع المهاجرين، بالتزامن مع التحديات التي تواجهها الدولة السورية في عدد من الملفات العالقة والصعبة.
حصار المخيم
وأمس الثلاثاء، فرضت القوى الأمنية السورية حصاراً على المخيم، بهدف القبض على أومسين بتهمة اختطاف طفلة من أم فرنسية، وابتزازها من أجل دفع فدية مقابل الإفراج عنها، إلى جانب اتهامه بإقامة محكمة شرعية داخل المخيم، وإخضاع القاطنين فيه للحكم الشرعي بمعزل عن القانون السوري.
ودفعت القوى الأمنية بتعزيزات كبيرة بعد رفض أومسين تسليم نفسه للسلطات السورية، قبل أن تندلع اشتباكات بين الجانبين، من دون نجاح أي من الجانبين بحسم الموقف.
دروع بشرية
وصرح قائد الأمن الداخلي في محافظة إدلب العميد غسان باكير، أن الحملة جاءت بناءً على شكاوى أهالي المخيم، بشأن الانتهاكات الجسيمة التي تعرّضوا لها، وآخرها خطف فتاة من والدتها على يد مجموعة مسلحة خارجة عن القانون، بقيادة المدعو عمر ديابي (أومسين).
وقال إن قيادة الأمن الداخلي سعت إلى التفاوض مع أومسين لتسليم نفسه طوعاً، إلا أنه رفض، وتحصّن داخل المخيم، ومنع المدنيين من الخروج، وشرع بإطلاق النار واستفزاز عناصر الأمن وترويع الأهالي، "ما يؤكد أنه يستخدم المدنيين كدروع بشرية، ويقع على عاتقه كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن أي تهديد لسلامتهم".
وأومسين، هو فرنسي من أصول سنغالية، انتقل من نيس عام 2013 للانضمام إلى الجماعات الجهادية في سوريا. تولى قيادة كتيبة "الغرباء" التي تجمع عشرات المقاتلين الفرنسيين، ويُصنف كـ"إرهابي عالمي" من قبل عدة دول. قضى أومسين 17 شهراً في سجون "هيئة تحرير الشام" قبل إطلاق سراحه، ويدير مخيم "الفرنسيين"، الذي يضم نحو 100 شخص يتحدثون الفرنسية، بقبضة حديدية، مع فرض تعليم ديني صارم منفصل للفتيات.
