"هآرتس": مصير اتفاق غزة غير واضح ونتنياهو في خطر

المدن - عرب وعالمالأربعاء 2025/10/22
نتنياهو في واشنطن (Getty)
"هآرتس" تقول إن نتنياهو في خطر سياسي (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

تناولت صحيفة "هآرتس" العبرية، زيارات المسؤولين الأميركيين إلى إسرائيل، بشيء من التهكم والسخرية، فكتبت أنه "بدلاً من متابعة الجلسة الافتتاحية للكنيست أول أمس الإثنين، كان يجب أن تبثّ استوديوهات التلفزيون المقابلة التي أُجريت مع المفوضَين الساميَّين للولايات المتحدة في إسرائيل، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، في برنامج "60 دقيقة"، مضيفةً "صحيح أن جلسة الكنيست أكثر تسليةً، لكنها بلا أي أهمية. فالقرارات التي تحدد مصير مواطني إسرائيل لا تُتخذ هناك، بل في واشنطن".


الرسالة واضحة
وفي مقال حمل توقيع حاييم ليفنسون، قالت "هآرتس"، إن "الرسالة من المقابلة واضحة: نحن ندير الحدث عن قُرب، ولن نسمح باندلاع القتال من جديد. وقعت أحداث غزة أمس بعد المقابلة، وكان يمكن فعلاً رؤية التطبيق العملي لِما قيل فيها؛ بتسلئيل سموتريتش، عضو الكابينت، غرّد بكلمة حرب، بعد الهجوم الذي أسفر عن مقتل جنديَّين إسرائيليين في رفح؛ لكن ويتكوف أعطى نتنياهو تعليماته بتوجُّه الجيش الإسرائيلي إلى أن تكون الردود محدودة، وأن تستمر المساعدات الإنسانية في المرور، وأن تُفتح المعابر. وكالعادة، روّج نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس الرد العسكري الإسرائيلي العدواني بمسحة من الخطابة والبطولة، لكن عند مرحلة التراجع اختفيا، وتركا الساحة لمصدر سياسي، وللناطق باسم الجيش الإسرائيلي."

وأضاف ليفنسون "وصل الثنائي إلى إسرائيل أمس للتأكد من أنها لا تنوي الانحراف عن خطها المرسوم، وهما يقفان إلى جانب حماس في نقطتَي الخلاف الأساسيتين بشأن وقف إطلاق النار؛ النقطة الأولى، وتيرة إعادة جثامين الرهائن؛ تدّعي إسرائيل أن حماس تعلم بمكان الجثث وتماطل عمداً؛ أمّا ويتكوف وكوشنر، فيعتقدان أن حماس تفي بالاتفاق، وأن الظروف الميدانية تجعل التنفيذ صعباً؛ أمّا النقطة الثانية، فتتعلق بالهجوم في رفح، حيث تقول إسرائيل إنه انتهاك جسيم لوقف إطلاق النار، لكن ترامب قبِل رواية حماس التي تزعم أن المسلحين لم يكونوا على عِلم بالتفاهمات، مثل الجندي الياباني العالق في الأنفاق".

كذلك قدمت المقابلة لمحة مباشرة من الرواية الأميركية للأحداث التي سبقت وقف إطلاق النار. يوم الجمعة الماضي، عرض عميت سيغال في صحيفة "إسرائيل اليوم"، رواية رون ديرمر للأحداث، وبحسبه، لم يكن ترامب يرغب أصلاً في إطلاق سراح الرهائن، بل جاء ذلك نتيجة ضغط إسرائيلي. ونشأت الفرصة بعد فشل الهجوم على الدوحة، والخوف القطري من أن تواصل إسرائيل هجماتها هناك. من تلك النقطة، تابعت الولايات المتحدة تحريك الدول العربية كافة نحو إبعاد "حماس" عن الحكم.


رواية مختلفة من ويتكوف
ديرمر رجل ذكي، وربما هو الذكي الوحيد في محيط نتنياهو، لكن إذا كان يصدق القصص التي يرويها، فحال الدولة أسوأ بأضعاف. لقد جاء ويتكوف برواية مختلفة تماماً في المقابلة: لم تكن قطر هي التي خافت من عملية اغتيال أخرى، بل إسرائيل. قال ويتكوف: "شعرنا بشيء من الخيانة"، وأضاف كوشنر "أعتقد أن ترامب شعر بأن الإسرائيليين يفقدون السيطرة على ما يفعلونه، وحان الوقت لإيقافهم عن القيام بأمور ليست في مصلحتهم الطويلة الأمد".

ووفقاً لليفنسون، يزعم نتنياهو وديرمر أن خطة السلام هي "خطة ديرمر" التي تبنّاها الأميركيون لكي توافق عليها "حماس"، أمّا الواقع، فمختلف تماماً. ويتكوف وكوشنر يعرضان الخطة على أنها خطتهما، ويؤكدان أن ترامب تحدث مع نتنياهو لإقناعه بقبولها. قال كوشنر: "إن الطريقة التي صممنا بها الخطة، هي أن ترامب أعطانا مساحة كافية لئلا ننغمس في التفاصيل التقنية التي حدثت في الماضي، والتي سمحت للناس بقتل الصفقة". وأضاف ويتكوف "كان من المهم أن تشعر حماس بأن هناك نحو 20 نقطة استفادت منها".

لكن الذروة كانت في لقاء استثنائي في شرم الشيخ، كشفه باراك رافيد، جمع بين الثنائي الأميركي وخليل الحية، أحد قادة "حماس". ترامب وافق مسبقاً على اللقاء لإتمام الصفقة. قبل شهر من ذلك، فقد الحية ابنه في الغارة على الدوحة - وهو أيضاً مقاتل في "حماس". ويتكوف، الذي فقد ابنه بسبب جرعة زائدة من المخدرات، قدم له التعازي، ووعده باسم رئيس الولايات المتحدة، قائلاً: "إن الرئيس يقف خلف الصفقة، ولن نسمح لأي طرف بانتهاكها، وسيتلقى الطرفان معاملة عادلة. الكابوس الأسوأ، بالنسبة إلى حماس، هو أن تنسحب إسرائيل، وتُفرج الحركة عن الرهائن، ثم تعود إسرائيل إلى الحرب. لقد احتاجوا إلى ضمانة من الرئيس بأنه سيُلزم إسرائيل بوعودها ما دامت حماس تفي بوعودها"، حسبما قال في المقابلة.


"حماس" حظيت بمكانة محترمة على "الطاولة"

وقال ليفنسون: "هنا يكمن التناقض الذي فشل ويتكوف وكوشنر في تفسيره. في المرحلة الأولى – مرحلة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن – حصلت حماس على مكانة محترمة على الطاولة، بما في ذلك لقاء مبعوثَي الرئيس الشخصيَّين. لقد تم الأخذ بمطالبها وتلقّت وعوداً؛ أمّا في المرحلة الثانية، فمن المفترض أن تُطرد تماماً، وتتخلى عن السيطرة على غزة، وتسلّم سلاحها وتختفي. كيف يمكن التوفيق بين هذين الأمرين؟ على ما يبدو، من خلال الوسطاء والقوة الدولية، وكُتب أن الأمر سيستغرق شهوراً لتشكيل تلك القوة، وفي تلك الأثناء، تظل حماس تسيطر فعلياً على القطاع". قال كوشنر: "نحن نحاول أن نفهم كيف ننظّم ذلك، مَن سيكون المسؤول؟ نحاول إنشاء آلية والبدء بالمصادقة عليها". وحتى الآن، لا يوجد موعد محدد.

وخلص الكاتب إلى القول: "هذا الوضع الغامض يشكل خطراً سياسياً على نتنياهو، فبعد الانتهاء من استعادة الجثامين، ستُطرح بقوة مسألة مستقبل غزة وسيطرة حماس الفعلية على أراضيها. الكنيست عاد أمس إلى العمل، وهو ما يمنح أداة سياسية لإنهاء عمر الحكومة؛ أوريت ستروك أدركت ذلك فعلاً، لكن سموتريتش قرر الانتظار في الوقت الحالي، لكن ليس لوقت طويل".

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث