في خضم تحرك دبلوماسي أميركي واسع لتعزيز وقف إطلاق النار الهش في غزة، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على أن بلاده ليست "تابعة" للولايات المتحدة، في الوقت الذي تؤمّن فيه واشنطن نحو 68 في المئة من واردات إسرائيل من السلاح.
وقال نتنياهو، في مؤتمر صحافي مع نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس بالقدس: "أسبوع يقولون إن إسرائيل تتحكم في الولايات المتحدة، وأسبوع آخر يقولون إن الولايات المتحدة تتحكم في إسرائيل. هذا هراء. ما بيننا هو شراكة وتحالف قائم على أهداف وقيم مشتركة. نختلف أحياناً، لكننا نتفق على الغايات ووسائل تحقيقها".
ورداً على ذلك، أكد فانس أن واشنطن لا تسعى لعلاقة قائمة على التبعية، قائلاً: "لا نريد دولة تابعة أو عميلة، هذا ليس ما تمثله إسرائيل. نريد شريكاً وحليفاً هنا".
معادلة الدعم والتحفظات
وتأتي تصريحات نتنياهو في ظل جدل متكرر حول طبيعة العلاقة الأميركية–الإسرائيلية؛ إذ تعتمد تل أبيب على نحوٍ واسع على المساعدات العسكرية الأميركية، سواء في التسليح أو التمويل. ويرى مراقبون أن إصرار نتنياهو على وصف العلاقة بـِ "الشراكة" يهدف إلى طمأنة الرأي العام الإسرائيلي الداخلي الذي يتوجس من "إملاءات أميركية"، خصوصاً مع استمرار المفاوضات حول غزة.
وجاءت زيارة فانس بعد وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وكذلك المستشار السابق جاريد كوشنر، في إطار ما وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بـِ "هجوم دبلوماسي أميركي" لتثبيت الهدنة التي تواجه خروقات متكررة منذ 10 تشرين الأول/ أكتوبر.
شراكة تحت الاختبار
وفي حين تبادل الطرفان الأميركي والإسرائيلي عبارات "الشراكة"، يرى مراقبون أن اختبار هذه العلاقة سيكون في غزة، حيث يتقاطع الدعم العسكري الأميركي الكبير مع حساسيات إسرائيلية تجاه أي دور خارجي، خصوصاً إذا كان لتركيا.
ففي الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لتثبيت الهدنة وبناء "سلام مستقبلي" في غزة، يحرص نتنياهو على رسم صورة لإسرائيل بوصفها دولة حليفة لا تابعة، بالرغم من اعتمادها العميق على المساعدات الأميركية.