القنيطرة: انتهاكات إسرائيلية وتراجع لدور قوات الأمم المتحدة

القنيطرة - نور الحسنالأربعاء 2025/10/22
توغل دورية للاحتلال الإسرائيلي في ريف القنيطرة (المدن)
توتر متزايد في القنيطرة نتيجة التحركات الإسرائيلية (خاص المدن)
حجم الخط
مشاركة عبر

في المناطق المحاذية لخط الفصل بين سوريا والجولان المحتل، والمعروفة بالمنطقة العازلة التي أُقرت بموجب اتفاق العام 1974، تزداد وتيرة التوتر نتيجة التحركات العسكرية المتكررة من قبل الجيش الإسرائيلي، وسط غياب أي رد فعل دولي فعّال، وتراجع ملحوظ في نشاط قوات مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة.

تسجل هذه المنطقة، الممتدة من شمال محافظة القنيطرة إلى جنوبها، تحركات ميدانية إسرائيلية شبه يومية، تشمل دوريات مدرعة، تحليقاً متكرراً لطائرات استطلاع مسيّرة، وأعمال حفر وتجريف للأراضي الزراعية والغابات الطبيعية. وتحوّلت حالة الهدوء النسبي إلى غطاء هش لأنشطة عسكرية مستمرة على الأرض.

 

11 آلية عسكرية

وفي تطور لافت خلال الأيام الأخيرة، توغلت قوة إسرائيلية مكوّنة من 11 آلية عسكرية في محيط بلدة صيدا الحانوت جنوب القنيطرة، في حين نفذت وحدات أخرى عمليات تفتيش برفقة جرافات في محيط بلدات أوفانيا وجباتا الخشب، مما أدى إلى تدمير ما يزيد عن 100 دونم من المساحات الطبيعية والبيئية.

وبالرغم من القيود المفروضة على السكان المحليين في معظم القرى، تتساهل القوات الإسرائيلية مع حركة سكان بلدة حضر ذات الأغلبية الدرزية، وتسمح لهم بالدخول إلى غابات طرنجة وجباتا الخشب، في الوقت الذي تُمنع فيه بقية القرى من الوصول إلى تلك المناطق لجمع الحطب، ويُواجه المدنيون أحياناً بإطلاق نار مباشر لترهيبهم.

 

تراجع الدور الأممي

وفي مشهد يحمل أبعاداً تتجاوز الاستخدام العسكري التقليدي، أطلقت وحدات إسرائيلية قنابل إنارة في سماء جباتا الخشب، وهذا ما تسبب باندلاع حرائق طالت مساحات واسعة من الغطاء النباتي، بالتزامن مع تحليق متواصل لطائرات الاستطلاع، التي أصبحت جزءاً من المشهد اليومي للسكان المحليين.

الأمر الأكثر إثارة للقلق تمثل في تقدم دبابات "ميركافا" الإسرائيلية باتجاه نقاط قريبة من مواقع قوات الأمم المتحدة، من دون أي ردّ فعل يُذكر من تلك القوات، وهو ما يعكس تراجع فاعلية الدور الأممي، وتوسّع النفوذ الإسرائيلي على الأرض.

في الوقت نفسه، يروي سكان المنطقة عن تعرضهم لانتهاكات متكررة من قبل الجنود الإسرائيليين، خلال نصب حواجز مؤقتة بين القرى، حيث تسجل حالات تفتيش قسرية، اعتداءات جسدية، وعمليات نهب للممتلكات تحت ذرائع أمنية. كما شملت الانتهاكات البيئة المحلية، مع إزالة مساحات كبيرة من غابات محمية جباتا الخشب التي تُعد من آخر المناطق التي ما زالت تحتفظ بتنوعها البيئي في المحافظة.

يعيش سكان القرى القريبة من الجولان على وقع حالة من الترقب والقلق، وسط غياب أيّة ضمانات حقيقية لإعادة الاستقرار. وفي حين تبدو الحلول العسكرية مستبعدة، يعلّق المدنيون آمالهم على مسار دبلوماسي توافقي يشمل انسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية، وعودة السيطرة السورية الكاملة على المنطقة. وبالرغم من الإرث الثقيل للسنوات الماضية، فإن الأمل لا يزال قائماً لدى الأهالي بحلول واقعية تعيد لهم الحد الأدنى من الأمان والحياة الطبيعية.

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث