تجددت صباح اليوم الأربعاء، الاشتباكات العنيفة في بلدة حارم غرب إدلب، بين قوات الأمن السورية التابعة لإدارة الأمن العام وكتيبة "الغرباء" الجهادية بقيادة الفرنسي من أصول سنغالية عمر أومسين، عقب عملية اقتحام لمخيم "الفرنسيين"، معقل الكتيبة.
وأفاد مصدر خاص من داخل إدارة الأمن العام "المدن" بأن طائرات استطلاع "شاهين" حلّقت فوق المنطقة لمراقبة التحركات، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة.
تفاصيل العملية
وبدأت العملية الأمنية كرد فعلٍ على اتهامات موجهة لأومسين بخطف طفلة فرنسية من المخيم، إلى جانب تهديدات أمنية متصاعدة.
ووفقاً للمصدر الخاص، استخدمت القوات الأمنية أسلحة ثقيلة في مواجهة مقاومة عنيفة من أتباع أومسين، الذين استهدفوا الدوريات الأمنية بناءً على أوامره.
وتهدف العملية إلى تفكيك الكتيبة واعتقال أومسين، مع تأمين المدنيين داخل المخيم.
وتفاقمت الأزمة بعد اتهام أومسين (45 عاماً) بخطف طفلة فرنسية، مدعياً أن والدتها "شيعية كافرة". لكن تسجيلاً صوتياً مسرباً، حصل عليه مصدرنا الخاص، كشف عن مفاوضات مالية مع الأم، التي أكد أومسين أنها مسلمة، مما يشير إلى عملية ابتزاز. كما أصدر أومسين بياناً يتهم فيه الدولة السورية بالعمالة، مهدداً بتصعيد عسكري، مما دفع القوات الأمنية إلى محاصرة المخيم.
وأكد المصدر الخاص أن تسجيلاً آخر وثّق حكم أومسين بجلد امرأة 40 جلدة أمام زوجها بتهمة مساعدة أطفال على مغادرة المخيم، مما عزز اتهامات بفرضه سيطرة شبيهة بـ"دولة داخل الدولة".
من هو عمر أومسين؟
عمر أومسين، فرنسي من أصول سنغالية، انتقل من نيس عام 2013 للانضمام إلى الجماعات الجهادية في سوريا. تولى قيادة كتيبة "الغرباء" التي تجمع عشرات المقاتلين الفرنسيين، ويُصنف كـ"إرهابي عالمي" من قبل عدة دول. قضى أومسين 17 شهراً في سجون "هيئة تحرير الشام" قبل إطلاق سراحه، ويدير مخيم "الفرنسيين"، الذي يضم نحو 100 شخص يتحدثون الفرنسية، بقبضة حديدية، مع فرض تعليم ديني صارم منفصل للفتيات.
وأصدرت كتيبة "الغرباء" بياناً جاء فيه: "منذ 2013 ونحن نقاتل في سبيل الله في سوريا، والآن تستعد قوات الأمن لمهاجمتنا. سندافع عن أنفسنا، وستكونون شهوداً على خيانة (الرئيس السوري) أحمد الشرع ضد إخوانه السابقين".
هذا البيان، بحسب المصدر الخاص، أثار مخاوف من تصعيد قد يهدد استقرار إدلب.
وفيما تشير تقارير إلى أن المخيم محاصر بالكامل، مع انتشار فيديوهات تظهر دوريات أمنية وتحذيرات من أتباع أومسين بـ"الدفاع عن النفس". أكد المصدر الخاص لـ"المدن" أن السلطات تسعى لاعتقال أومسين وتأمين المدنيين، وسط تحذيرات من مخاطر انفجار الوضع.
