أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، بأن الرئيس الإسرائيلي ياسحاق هرتسوغ، ناقش مع عائلات أسرى إسرائيليين إمكانية إصدار عفو عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يحاكم بقضايا فساد جنائية، وطلب من بعض العائلات الترويج لفكرة العفو علناً وتشجيع الجمهور على تأييد فكرة كهذه.
محادثات بين هرتسوغ وعائلات الأسرى
ووفقاً للصحيفة، جرت محادثات عدة بين هرتسوغ وعائلات الأسرى قبل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس".
ونقلت الصحيفة عن مصادر، أن قسماً من العائلات تجاهل طلب هرتسوغ، فيما شعرت عائلات أخرى أن فكرة العفو ستفيد تطبيق الصفقة. وبحسب المصادر فإن هرتسوغ لم يطرح الفكرة كشرط لاستعادة الأسرى.
وأكدت مصادر في ديوان الرئيس الإسرائيلي، أن هرتسوغ تحدث مع عائلات الأسرى حول عفو عن نتنياهو، لكنها أشارت إلى أنه لم يبادر إلى هذه المحادثات، وأن "هذا كذب مطلق"، وأن سبب الحديث في موضوع العفو هو دعوة والد أحد الأسرى إلى إصدار عفو عن نتنياهو مقابل إعادة الأسرى.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن هرتسوغ طرح الموضوع أمام عائلات الأسرى، عدة مرات خلال الأسابيع التي سبقت التوقيع على الاتفاق، وبعد أن صرح نتنياهو "أننا على عتبة إنجاز كبير جداً. وآمل أنه في الأيام القريبة وخلال عيد العُرش، سأتمكن من تبشيركم بعودة جميعا مخطوفينا".
ووفقاً لـ"هآرتس"، فإن تصريح نتنياهو أحدث ضغطاً على عائلات الأسرى، ولذلك امتنعت عن انتقاد طلب هرتسوغ. وبعد ثلاثة أيام من تصريح نتنياهو، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن توقيع الاتفاق.
وخلال خطابه في الكنيست، الأسبوع الماضي، طلب ترامب من هرتسوغ إصدار عفو عن نتنياهو. وأفادت الصحيفة بأن عائلات الأسرى شعرت حينها أن أقوال ترامب كانت خطة مخططا لها، رغم أن هرتسوغ بدا كمن تفاجأ من أقوال ترامب.
بحث العفو مع شخصيات هامة
ولدى عودته من إسرائيل، سُئل ترامب على متن طائرة الرئاسة عن الموضوع، فأجاب وفق ما نقله موقع أكسيوس: "قلتُ لنتنياهو إنني لم أكن أنوي إثارة موضوع العفو، لكن كان التوقيت مثالياً. الموضوع حسّاس قليلاً في إسرائيل، لكن الجمهور كان رائعاً".
وقالت الصحيفة إن هرتسوغ حاول في الماضي التأثير على محاكمة نتنياهو. وفي آذار/مارس الماضي، حض المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، مرتين على أن توافق على عملية تحكيم من شأنها إنهاء الإجراءات الجنائية ضد نتنياهو، رغم تحفظها من ذلك.
وأضافت أن هرتسوغ التقى مع شخصيات هامة وبينهم مقربون من نتنياهو وبحث معهم إمكانية إصدار عفو، كما حاول هرتسوغ خلال هذه المحادثات تشجيع الجانبين على البحث في تسوية.
وزعم ديوان الرئيس الإسرائيلي في تعقيبه على تقرير الصحيفة أن "هذا كذب مطلق. الرئيس لم يتوجه ولم يبادر ولم يشجع أبداً عائلات مخطوفين على التحدث عن عفو. وشرح الرئيس للعائلات القواعد التي تسري على العفو، مثلما يشرحها علناً في أي مناسبة. ولذلك فإن الادعاء كأن الرئيس بادر وشجع خطاباً في هذا الموضوع هو كذب مطلق".
