قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء إن حركة "حماس" يجب أن "تكون جيدة" أو أنها "ستُباد"، مؤكداً من البيت الأبيض أن الحركة "لا تملك دعم إيران ولا دعم أحد تقريباً"، ومشدداً على أن عدداً من حلفاء واشنطن في المنطقة "أبدوا الاستعداد للدخول إلى غزة بقوة ثقيلة لتأديب حماس" إذا انتهكت الاتفاق، لكنه أبلغهم: "ليس بعد!".
وكتب ترامب على منصته "تروث سوشيال": "لا يزال هناك أمل في أن تقوم حماس بالصواب، وإن لم تفعل فستكون نهايتها سريعة ووحشية. أشكر جميع الدول التي اتصلت للمساعدة… إن المحبة والروح تجاه الشرق الأوسط لم تُشاهد منذ ألف عام".
تحركات دبلوماسية وعسكرية
ويتحرك فريق ترامب لتثبيت وقف إطلاق النار عبر مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر، اللذين عقدا لقاءات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين إقليميين، بعد "اختراق دبلوماسي مفاجئ" صنّفاه نواة "خطة سلام من 20 نقطة".
ويُنتظر أن يعزّز نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، هذه الجهود بوصوله إلى إسرائيل اليوم، لزيارة مركز التنسيق المدني–العسكري المكلف بمراقبة تنفيذ الهدنة ولقاء نتنياهو والرئيس إسحاق هرتسوغ غداً الأربعاء.
الرهائن والجثامين
وسلمت كتائب القسام مساء اليوم الثلاثاء، جثتي أسيرين إسرائيليين عُثر عليهما في القطاع. واعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تسلم جثتي الأسيرين المفرج عنهما من غزة.
من جهتها، أعلنت واشنطن أن فرق إنقاذ زلازل تركية ستعمل مع الاستخبارات الإسرائيليةـ للعثور على الرفات. وقال ويتكوف في متحف الهولوكوست الأميركي، إنه "واثق" من عودة جميع الجثامين، ويأتي هذا التصريح بالرغم من تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رفض إسرائيل لأي دور تركي في قطاع غزة، خلال مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، وفق ما أوردت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنها نقلت 15 جثماناً لفلسطينيين إلى مستشفى ناصر بخان يونس، ليرتفع عدد الجثامين المُعادة منذ بدء التبادل إلى 165. وأفادت مصادر طبية بأن علامات تعذيب بدت على كثير من الجثامين التي كانت محتجزة في سجن "سدي تيمان".
شهادات ومعاناة حادّة
وروى أسرى فلسطينيون مُفرَج عنهم ضمن صفقة التبادل الأخيرة، فصولاً من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي داخل السجون الإسرائيلية، وهم يترددون على مراكز صحية في غزة بحثاً عن علاج وسط انهيار المنظومة الصحية.
وقال المقرر الأممي الخاص بالحق في الغذاء، إن 50% من سكان غزة يعانون الجوع، وإن الوضع في شمال القطاع "الأسوأ"، متهماً إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية"، وداعياً لإعادة بناء البنية الغذائية بالكامل.
وأكدت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، أن الحفاظ على الهدنة "حاسم لإنقاذ الأرواح"، مشيرةً إلى دخول 530 شاحنة غذاء فقط منذ بدء الهدنة، في حين أفاد المكتب الإعلامي لحكومة غزة، بدخول 986 شاحنة على مدار أسبوع من أصل 6 ألاف و600 شاحنة كان يُفترض إدخالها، وهذا ما يعكس استمرار "الخنق والتجويع".
وقال مستشار منظمة الفاو فاضل الزعبي، إن الوضع "متأزم جداً"، وإن حجم الاستجابة الدولية "شحيح للغاية".
مواقف دولية وإقليمية متباينة
من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجلس الأمن إلى قرار عاجل يوفّر إطاراً للحوكمة والأمن في غزة، مع فتح المعابر وإجلاء الجرحى للعلاج خارج القطاع.
وفي واشنطن، حثّ وزير الخزانة سكوت بيسنت نظيره الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، على "تبنّي" اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل ضمن "خطة السلام التاريخية" التي يقودها ترامب، في حين طالبت الحكومة الإسرائيلية رئيس الوزراء الكندي مارك كارني بإعادة النظر في دعوته لإلقاء القبض على نتنياهو.
والتقى نتنياهو رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد في القدس لبحث تعزيز خطة ترامب والتهدئة والعلاقات المصرية–الإسرائيلية.
ميدانياً في غزة والضفة
وقالت وزارة الصحة في غزة إن حصيلة القتلى منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بلغت 68 ألف و229، ووصل عدد الجرحى إلى 170 ألف و369، معظمهم من المدنيين.
وأكد جيش الاحتلال أن رئيس الأركان يرى أن "المعركة لم تنته"، وأن التحديات كبيرة على كل الجبهات، خصوصاً في الضفة الغربية، واعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة صيادين في عرض بحر غزة، واقتحمت منطقة الحاووز الأول في مدينة الخليل.
