يلتقي وفد من حركة "حماس"، مسؤولين مصريين في القاهرة، للبحث في الحوار الفلسطيني الذي تعتزم مصر استضافته، والهادف إلى البحث في مستقبل غزة بعد الحرب، وفق ما أفاد مصدر مطلع اليوم الاثنين.
وأوضح مصدر مطلع، أن وفد "حماس" سيعقد خلال اليومين المقبلين، "لقاءات مع المسؤولين المصريين تتعلق بالحوار الفلسطيني-الفلسطيني الذي سترعاه مصر قريباً".
توحيد الجسم الفلسطيني
وأشار الى أن الحوار، "يهدف إلى توحيد الجسم الفلسطيني ومناقشة القضايا الرئيسة المهمة، بما في ذلك مستقبل قطاع غزة وتشكيل لجنة الكفاءات المستقلة التي ستتولى إدارة القطاع"، مشدداً على أن حماس "تعهدت للوسطاء بتمكين لجنة الكفاءات المستقلة".
ودخل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر، بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المؤلفة من 20 بنداً، بعد حرب مدمرة استمرّت سنتين.
وتنص الخطة على وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين وأسرى فلسطينيين وانسحاب إسرائيلي من مناطق عدة، وفي مرحلة لاحقة، تسليم إدارة القطاع الى لجنة من التكنوقراط المستقلين بإشراف "مجلس سلام" يرأسه ترامب.
وأكدت "حماس" أنها لا تعتزم المشاركة في حكم القطاع خلال المرحلة الانتقالية، مع تشديدها على ضرورة البحث في مستقبل القطاع.
وقال المصدر المطلع، إن وفد "حماس" سيلتقي اليوم، مسؤولين مصريين وقطريين للبحث في "الخروقات الإسرائيلية، خصوصاً عشرات الغارات الجوية التي أسفرت عن عشرات الشهداء في قطاع غزة أمس".
وأضاف أن الوفد "سيناقش البدء بالمرحلة الثانية لاتفاق وقف النار، وفتح معبر رفح الحدودي (بين مصر والقطاع) وزيادة المساعدات للقطاع، بناءً على الاتفاق الذي ينصّ على إدخال 400 شاحنة يومياً، واستكمال الانسحابات الإسرائيلية من القطاع".
ووصل الوفد إلى مصر أمس الأحد، في يوم شنّت إسرائيل فيه غارات على القطاع، بعد زعمها أن الحركة "انتهكت" اتفاق وقف إطلاق النار ، في حين نفت "حماس" هذه المزاعم.
80 شهيداً بعد الهدنة
واستشهد 45 شخصاً وأصيب 158 آخرون، جراء الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، إضافة إلى انتشال جثامين 12 شهيداً في آخر 24 ساعة، لترتفع حصيلة ضحايا الحرب منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلى 68 ألفاً و216 شهيداً و170 ألفاً و361 إصابة، وفق آخر حصيلة أوردتها وزارة الصحة في القطاع اليوم.
وبذلك، ترتفع الحصيلة منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، إلى 80 شهيداً و303 إصابات، إضافة إلى انتشال جثامين 426 شهيداً، في وقت تشهد الأوضاع الميدانية في قطاع غزة توتراً بعد يوم دام من الغارات الإسرائيلية على رفح ومناطق أخرى في الجنوب.
لقاءات إسرائيلية-أميركية
والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم، المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، ذلك عشية زيارة نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، المقررة غداً الثلاثاء.
وفي مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" على قناة "سي بي إس"، قبل مغادرته الولايات المتحدة، قال كوشنر إن "الرسالة الأكبر التي حاولنا نقلها إلى القيادة الإسرائيلية هي أنه الآن بعد انتهاء الحرب، إذا كنت تريد دمج إسرائيل في الشرق الأوسط الأوسع، فعليك إيجاد طريقة لمساعدة الشعب الفلسطيني على النجاح وتحقيق الأفضل".
وخلال افتتاح الكنيست دورته الشتوية، شدد نتنياهو على التزام حكومته "بإعادة جميع المحتجزين الإسرائيليين إلى البلاد حتى آخر واحد منهم"، في إشارة إلى جثث الأسرى المحتجزين في غزة.
وقال نتنياهو إنّ "قبل أسبوع أعَدنا إلى البلاد 20 من الأسرى الأحياء الباقين، ومعهم 12 من الأسرى القتلى، لكن المهمة لم تكتمل بعد"، قبل أن يتلو أسماء 16 من الأسرى القتلى الذين لا تزال حثثهم في قطاع غزة. وأضاف "نواصل العمل بلا توقف لإتمام هذه المهمة".
وخاطب نتنياهو أعضاء المعارضة قائلاً: "دعوتُمونا إلى وقف الحرب، إلى الاستسلام ورفع الأيدي، ولو كنا أصغينا إليكم لخرج (يحيى) السنوار و(محمد) الضيف بإشارات النصر". وكرر أن الحرب لن تنتهي، قبل أن يتم "القضاء على حماس عسكرياً وسلطوياً"، وقال إن المعركة لم تنتهِ، متهماً حركة حماس بخرق اتفاق وقف إطلاق النار في أعقاب مقتل جنديين إسرائيليين أمس، في رفح، جنوبي قطاع غزة.
وأشاد نتنياهو بـ"شدة الضربات" التي نفّذها جيش الاحتلال يوم أمس بزعم الرد على "خرق حماس" للتهدئة، وقال: "هاجمنا حماس بـِ 153 طناً من القنابل، وقتلنا عناصر واغتيلت قيادات ودُمّرت مواقع".
