شيّع أهالي مدينة الضمير في ريف دمشق الشمالي، خالد المسعود الذي اعتقلته قوات التحالف الدولي، السبت الماضي، بتهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش"، وسط تضارب بالروايات حول تأكيد انتمائه إلى التنظيم المتطرف، وكذلك الإفراج عنه لاحقاً بسبب خطأ بالمعلومات الاستخباراتية.
حلقة مفقودة
وتقول مصادر متابعة لـِ "المدن"، إن عملية اعتقال المسعود أدت إلى احتقان وتوتر كبير بين ذويه وعشيرته العنزي، وقام عدد من أبناء عشيرته بإطلاق الرصاص العشوائي في شوارع الضمير بعد اعتقاله، للتأكيد بأن المسعود بريء من تهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش"، وأنه يعمل لمصلحة الاستخبارات السورية، وأنه أحد أبرز ثوار الضمير.
وإثر ذلك، تبلغ ذويه بأن المسعود موجود في مشفى حرستا في ريف دمشق الشرقي، وأُخطروا بأن يذهبوا لاستلام جثته من هناك، وسط تضارب بالروايات حول ظروف مقتله، وما إذ كان قد لقي مصرعه خلال عمليات التحقيق معه، أو متأثراً بالرصاصة التي أصيب بها خلال عملية اعتقاله في خاصرته.
ولم تتضح الجهة التي قامت بإبلاغ ذويه عن مكان وجود جثته؛ إذ هناك حلقة مفقودة في ظروف مقتله، حيث توضح المصادر بأنه بعد اعتقاله، جرى اقتياده إلى مطار الضمير الخاضع لسيطرة "جيش سوريا الحرة"، شريك قوات التحالف الدولي في مهمة مكافحة ظهور تنظيم "داعش"، ولم تعرف الطريقة أو الجهة التي نقلته إلى مستشفى حرستا في الغوطة الشرقية.
تهديدات وتوتر
ووفق المصادر، فإن ذويه وأبناء عشيرته مصرون على أن المسعود بريء من تهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش"، وأنه يعمل مع الاستخبارات السورية، لكنهم أطلقوا تهديدات في جهتين، الأولى، نحو "جيش سوريا الحرة"؛ إذ يدّعون بأن اعتقاله جاء بناء على معلومات كيدية من قبل قيادي الجيش في المنطقة، بسبب خلافات شخصية.
أما الجهة الثانية، فهي الأمن والاستخبارات السورية؛ إذ وجهوا اتهامات أيضاً لجهاز الاستخبارات بالتواطؤ في عملية تسليمه لأسباب مجهولة، وهو ما أدى إلى مصرعه.
وثمة حلقة مفقودة أخرى، تتمثل بصمت وزارة الداخلية السورية وجهاز الاستخبارات التابع لها عن العملية، والتي جرت ضمن مناطق سيطرتها عملياً، فـَ "جيش سوريا الحرة" هو أحد أركان الجيش السوري الجديد، وتغيّر اسمه بعد اندماجه بالجيش إلى "الفرقة-70"، وهو يسيطر اليوم على مطاري السين والضمير، إضافة إلى وجوده الأصلي داخل منطقة التنف التي تضم القاعدة الأميركية عند الحدود السورية- العراقية- الأردنية.
ينتمي لداعش؟
حتى الآن، لم تخرج قوات التحالف الدولي بأي بيان يتعلق باعتقال المسعود، وكذلك وزارة الداخلية السورية، ولا عن ظروف مقتله، لكن المؤكد، وفق مصادر "المدن"، بأن لا معلومات عن قيام التحالف بالإفراج عنه، وإنما تبلغ أهله فقط بمكان وجوده جثته ودعوهم لاستلامها من هناك.
وذلك، ربما يقلّل من الفرضية التي يروج لها ذووه وأبناء عشيرته، بأن اعتقاله جاء عن طريق خطأ في المعلومات الاستخباراتية لدى التحالف، وهو ما دفعهم لإطلاق سراحه، حيث ادّعوا أن تلك الأخبار وصلتهم عن طريق وزارة الداخلية.
وبانتظار تأكيدات رسمية حول تبعيته إلى تنظيم "داعش" من عدمها، من التحالف الدولي أو الاستخبارات السورية، يبقى المؤكد الحالي أن المسعود هو شخصية مثيرة للجدل حول ماضيها، خصوصاً بعد العام 2017، وخروجه شمالاً باتفاق مع القوات الروسية؛ إذ إن هذه الفترة يكتنفها الغموض حول الجهة التي كان يتبع لها المسعود، بعد أن كان قبل ذلك التاريخ أحد أبرز قادة "داعش"، في الضمير شمال ريف دمشق.
