من هو خالد المسعود؟ وماذا وراء اعتقاله في عملية للتحالف؟

خاص - المدنالأحد 2025/10/19
خالد المسعود (انترنت)
اعتقال المسعود يكشف شبكة الولاءات المتناقضة في القلمون الشرقي (انترنت)
حجم الخط
مشاركة عبر

 

 

في تطور أمني لافت، نفذت قوات التحالف الدولي عملية نوعية في مدينة الضمير بريف دمشق، اعتقلت خلالها خالد المسعود أحد أبرز الأسماء المثيرة للجدل في المنطقة.

وقالت مصادر خاصة لـ"المدن" إن رتلاً عسكرياً يضم قوات أميركية وعناصر استخبارات أردنية، إلى جانب مقاتلين من "جيش سوريا الحرة" العاملين مع الأميركيين في قاعدة التنف، انطلق بعد منتصف الليل باتجاه مدينة الضمير.

الرتل الذي رافقته طائرات مسيّرة، وصل إلى منزل المسعود في الساعة الثالثة فجراً، حيث تمت محاصرته من جميع الجهات.

ووفق المصادر، نادى عناصر التحالف على المسعود باسمه وطالبوه بتسليم نفسه. وبعد جدال قصير حاول خلاله المسعود إلقاء قنبلة يدوية على عناصر التحالف، ألقى عناصر التحالف قنابل صوتية وأطلقوا النار باتجاهه، ما أدى إلى إصابته قبل أن يتم اعتقاله. وأكدت المصادر أن العملية استمرت ساعة تقريباً قبل انسحاب الرتل إلى قاعدة التنف، دون المرور على أي حاجز أمني ودون تسليمه لوزارة الداخلية.

بالتوازي، نفّذ الأمن العام السوري حملة أمنية في القلمون الشرقي ضد خلية من "داعش"، أسفرت عن مقتل أربعة من عناصر التنظيم في مدينتي المعضمية والرحيبة.

 

من هو خالد المسعود؟

وينحدر خالد المسعود من أب بدوي وأم من مدينة الضمير، وهو متزوج من شقيقة إبراهيم نقرش الملقب بـ"طلاعية"، أمير تنظيم "داعش" في مدينة ضمير، والذي قُتل بغارة للتحالف في الحي الشرقي من المدينة قبل سنوات.

ويُعتبر المسعود من بين أربعة قادة بارزين لتنظيم "داعش" في الضمير، إلى جانب إبراهيم نقرش، خالد غزال، ومالك جمعة. الأخيرون خرجوا من المدينة بعد اتفاقية تسوية مع القوات الروسية وتحت حماية طيران نظام الأسد والطيران الروسي في عام 2017، قبل أن يُقتلوا لاحقاً في مواجهات مع التحالف في البادية السورية.

وعاد المسعود بعد سقوط نظام الأسد إلى الضمير قادماً من البادية مع عدد من أفراد عائلته وعائلة النوري التي تنتمي الى العائلات البدوية في المنطقة، وتمكنوا بفضل ثرواتهم من شراء عقارات وأملاك في المدينة، مدّعين الانتماء إلى "هيئة تحرير الشام" ثم "الأمن العام".

وقد أثار ظهوره العلني استياء الأهالي، خاصة بعد أن استُقبل شقيقه - المعروف أيضاً بارتباطه بالتنظيم- بحفاوة من قبل محافظ ريف دمشق عامر الشيخ عند زيارة الأخير للمدينة، وقام المحافظ بزيارة منزل المسعود تلبية لدعوة على الغداء يومها.

 

خلفيات أمنية وصراع محلي

وتشير المعلومات إلى أن المسعود كان على خلاف مباشر مع أحد قادة "جيش سوريا الجديد" الذي تلقى تدريباته في قاعدة التنف الأميركية ويسيطر حالياً على مطار الضمير ومطار السين العسكريين في البادية السورية، ووصل الأمر إلى مناوشات مسلحة بين الطرفين قرب مطار الضمير العسكري.

كما كشفت مصادر محلية عن ارتباط عائلتي المسعود والنوري بتجارة السلاح والمخدرات في المنطقة، بالرغم من ترويج أوساط قريبة منهم بأنهم على علاقة مباشرة بأجهزة الاستخبارات التابعة لحكومة أحمد الشرع، حيث يُقال إن المسعود كان يعمل لصالح "الأمني أبو مؤمن المعرّة".

 

توترات بعد الاعتقال

وعقب العملية، أطلق مسلحون يُعتقد أنهم من جماعة المسعود النار في شوارع الضمير وهم يستقلون دراجات نارية، نافين انتماءهم لتنظيم "داعش" ومؤكدين أنهم يعملون مع "الأمن العام". وأدى ذلك إلى خروج جماعي لعائلتي المسعود والنوري من المدينة.

وأصدر "مجلس القبائل والعشائر السورية – مكتب الضمير" بياناً أدان فيه بشدة عملية التحالف، معتبراً أنها استهدفت "شخصية بارزة تعمل مع الدولة السورية بكل إخلاص لترسيخ الأمن وحل الخلافات بالأساليب السلمية".

وطالب البيان –الذي وقّعه رئيس مجلس القبائل والعشائر السورية– بفتح تحقيق "شفاف ونزيه" حول ما وصفه بـ"التقارير الكاذبة" التي قادت لاعتقال المسعود، داعياً إلى الإفراج الفوري عنه وتسليمه إلى الدولة السورية، التي "هي أدرى بهذه الشخصية والمهام الملقاة على عاتقها في مكافحة الفساد والعمل على المصالحات".

وأكد المجلس "وقوفه صفاً واحداً مع أبناء الوطن المخلصين".

وتكشف عملية اعتقال خالد المسعود، الذي ظلّ بين صورة "القيادي" السابق في تنظيم "داعش"، و"الأمني" المرتبط بأجهزة الأمن العام، عن شبكة معقدة من الولاءات المتناقضة والتداخل بين الفصائل المسلحة والاستخبارات. كما تعكس حساسية مدينة الضمير التي كانت أحد أبرز معاقل التنظيم قبل سنوات، وما زالت تشكّل بؤرة متشابكة بين التحالف، حكومة الشرع، والفصائل المحلية.

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث