تشهد منطقة رفح جنوبي قطاع غزة، صباح اليوم الأحد، تصعيداً ميدانياً واسعاً بعد أنباء عن استهداف آليات هندسية للاحتلال بصواريخ مضادة للدروع، تزامناً مع غارات جوية مكثفة نفذها سلاح الجو الإسرائيلي على مواقع عدة في المدينة.
وأفادت تقارير إسرائيلية بأن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يسرائيل كاتس، يجريان في هذه الأثناء تقييماً أمنياً هاتفياً مع قيادة الجيش، لبحث "طبيعة الرد على خروقات الاتفاق" التي نسبها الاحتلال إلى حركة حماس.
صاروخ موجه وقنص
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن "الخرق الذي نفذته حماس يُعدّ تصعيداً خطيراً"، مشيرة إلى أن التقارير الأولية تحدثت عن "إطلاق صاروخ موجه باتجاه آلية هندسية إسرائيلية شرق رفح".
وأضافت أن الجيش يحقق في "حادث آخر مشتبه به في المنطقة نفسها"، يتعلق بـ"عملية قنص استهدفت آلية هندسية ثانية"، وأكدت أن الحادثين وقعا في محيط الحدود الشرقية لرفح.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن تبادلاً لإطلاق النار بين قوات الاحتلال وعناصر المقاومة جنوبي القطاع، بعد أن أطلقت مجموعة تابعة لحركة حماس وابلاً من القذائف باتجاه قوات الاحتلال. وزعمت مقتل عنصرين من حماس.
وبحسب تقارير إسرائيلية أولية، أسفر الهجوم عن إصابة أربعة جنود إسرائيليين، بينهم اثنان بحالة خطيرة، نُقلوا بطائرات مروحية لتلقي العلاج.
حماية ميليشيات محلية
في المقابل، أفادت مصادر محلية في رفح بأن سلاح الجو الإسرائيلي شنّ ثلاث غارات على الأقل على أطراف المدينة الشرقية؛ وأفادت مصادر محلية بأن الغارات الإسرائيلية جاءت "في محاولة لحماية المليشيات المحلية التابعة لياسر أبو شباب"، والتي تعمل تحت غطاء قوات الاحتلال في المنطقة الشرقية من رفح.
ويأتي هذا التصعيد بعد أيام من الهدوء النسبي في جنوب القطاع، ضمن الترتيبات الميدانية استعداداً للمرحلة الثانية من "خطة ترامب"، في حين تواصل إسرائيل تحميل حركة حماس مسؤولية أي خرق ميداني رغم استمرار عملياتها العسكرية في مناطق عدة.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الجيش يستعد لردّ موسع على الحادث، بينما لم تصدر حتى اللحظة أي تصريحات رسمية من حركة حماس حول الهجمات أو طبيعة العملية التي استهدفت الآليات الإسرائيلية في رفح.
بن غفير ينذر نتنياهو
يأتي ذلك بعد ساعاتٍ من توجيه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إنذاراً إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بضرورة "تفكيك حركة حماس سلطوياً وعسكرياً" وسنّ قانون لإعدام الأسرى الفلسطينيين.
وتستعدّ واشنطن لإيفاد مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف ونائب ترامب جي دي فانس إلى إسرائيل الأسبوع المقبل، لمتابعة تنفيذ الخطة الأميركية وإعادة ترتيب الوضع الإنساني والإداري هناك.
ووفق هيئة البث الإسرائيلية، فإن زيارة فانس وويتكوف تأتي ضمن مسار ضغوط دبلوماسية متجددة على الحكومة الإسرائيلية للالتزام بالتفاهمات القائمة وعدم تقويض وقف النار، في وقتٍ تحاول فيه واشنطن الموازنة بين دعمها العسكري لإسرائيل وتزايد الانتقادات الدولية بسبب الانتهاكات المستمرة في القطاع.
