أكد الناطق باسم حركة حماس في غزة، حازم قاسم، أن الحركة لا تسعى إلى المشاركة في أي ترتيبات إدارية تتعلق بإدارة قطاع غزة بعد وقف العدوان، مشيراً إلى موافقتها على تشكيل لجنة للإسناد المجتمعي تتولى مؤقتاً مسؤولية إدارة شؤون القطاع.
ودعا قاسم إلى الإسراع في تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي إلى حين التوافق على لجنة إدارة دائمة، مؤكداً أن الجهات الحكومية في غزة تواصل أداء مهامها لمنع حدوث فراغ إداري قد يفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية.
وأوضح أن الحركة تجري حالياً نقاشات مع الوسطاء حول ترتيبات دخول المرحلة الثانية من المفاوضات، مشدداً على أن هذه المرحلة معقدة وتتطلب إجماعاً وطنياً فلسطينياً، مشيراً إلى بدء خطوات بلورة موقف موحد إزاء القضايا المطروحة.
عصابات إجرامية
وأعلنت حركة حماس رفضها التام للادعاءات الواردة في بيان وزارة الخارجية الأميركية، ونفت جملة وتفصيلاً المزاعم الموجهة إليها بشأن "هجوم وشيك" أو "انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار". واعتبرت الحركة أن هذه الادعاءات الباطلة تتوافق مع الدعاية الإسرائيلية المضللة، وتوفر غطاءً لاستمرار الاحتلال في ارتكاب جرائمه المنظمة ضد الشعب الفلسطيني.
وأكدت حماس أن الحقائق على الأرض تكشف العكس تماماً، إذ إن سلطات الاحتلال هي التي شكّلت وموّلت وسلّحت عصابات إجرامية نفّذت عمليات قتل وخطف وسرقة شاحنات المساعدات، وسطو ضد المدنيين الفلسطينيين. وأوضحت الحركة أن اعترافات الاحتلال علناً عبر وسائل الإعلام والمقاطع المصورة تؤكد تورطه في نشر الفوضى والإخلال بالأمن.
وفي الوقت نفسه، شددت حماس على أن الأجهزة الشرطية في غزة، بمساندة شعبية واسعة، تقوم بواجبها الوطني في ملاحقة هذه العصابات ومحاسبتها وفق آليات قانونية واضحة.
هجوم وشيك
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قالت، أمس السبت، إن لديها "تقارير موثوقة" تفيد بأن حركة حماس تخطط لهجوم وشيك ضد المدنيين في غزة، في خطوة اعتبرت واشنطن أنها ستشكّل "انتهاكاً لوقف إطلاق النار".
وأوضحت الوزارة في بيان أن "هذا الهجوم المخطط له ضد المدنيين الفلسطينيين سيشكل انتهاكاً مباشراً وخطيراً لاتفاق وقف إطلاق النار وسيقوّض التقدم الكبير الذي أحرز من خلال جهود الوساطة".
وأضافت "إذا أقدمت حماس على تنفيذ هذا الهجوم، ستُتّخذ الإجراءات اللازمة لحماية سكان غزة والحفاظ على قيام وقف إطلاق النار".
وكان وفد من حماس قد وصل إلى القاهرة، مساء الخميس، لمناقشة عدد من الملفات الخاصة بإدارة غزة، في وقت تضغط فيه مصر على الحركة لوقف "الإعدامات الميدانية".
انهيار خطة ترامب
وفي سياق آخر، يصل وفد رفيع المستوى من المسؤولين الأميركيين إلى إسرائيل، في محاولة لمنع انهيار خطة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة، وضمان الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تتضمّن ترتيبات ميدانية وإدارية في القطاع.
ومن المقرر أن يصل المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف إلى إسرائيل، اليوم الأحد، في مهمة تهدف إلى "التوسط في قضية جثث الأسرى القتلى"، بحسب ما أوردت صحيفة "يسرائيل هيوم"، صباح اليوم.
كما سيزور نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، إسرائيل للقاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ومناقشة ما وصفته الصحيفة بـ"المرحلة الانتقالية"، التي تعني عملياً تقسيم قطاع غزة إلى منطقتي وصاية مؤقتتين إلى حين استكمال عملية "نزع سلاح" المقاومة الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الانتقادات التي وجّهها كبار المفاوضين الأميركيين إلى نتنياهو مؤخراً، المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي على قطر، "تعكس نية الإدارة الأميركية ممارسة ضغط مباشر على إسرائيل".
وذكرت الصحيفة أن الضغوط الأميركية المتوقعة تهدف إلى منع إسرائيل من اتخاذ "خطوات عقابية مفرطة" ضد حماس، مقابل ضمان التزام الوسطاء – مصر وتركيا وقطر – بتطبيق تعهّد الحركة بالتخلي عن السلطة والسلاح.
