يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك على الرغم من دخول تنفيذ الاتفاق يومه التاسع.
ويأتي ذلك في ظل استمرار عودة النازحين إلى مناطقهم وبيوتهم المدمرة، وسط متابعة إسرائيل لسياسة تقليص المساعدات إذ تتعمّد إدخال كميات أقل من التي اتفق على إدخالها بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة.
شهداء وإطلاق نار
وفي سياق الخروقات، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي ليل الجمعة- السبت، مجزرة في مدينة غزة ذهب ضحيتها 11 شهيداً بينهم 7 أطفال، فيما أطلقت زوارق حربية للاحتلال اليوم السبت، نيرانها تجاه مجموعة من الصيادين في محيط ميناء غزة، كما أطلقت آليات الاحتلال النار في مناطق شرق مدينة غزة من دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
في غضون ذلك، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، عن تسجيل عودة أكثر من 390 ألف نازح من الجنوب إلى شمال قطاع غزة منذ وقف إطلاق النار.
وقال: "نعمل حالياً على توسيع نطاق المساعدات في غزة ويجب فتح المزيد من المعابر ودخول الوقود بشكل مستدام وحماية عمال الإغاثة".
مساعدات دون الاحتياجات
في الأثناء، تضاربت المعلومات عن كمية المساعدات التي تدخل إلى غزة. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن المساعدات لا تزال محدودة جداً وتشكّل نقطة في بحر الاحتياجات. وقال إن إجمالي الشاحنات التي دخلت القطاع منذ سريان اتفاق وقف النار في 10 الحالي، بلغ 653 شاحنة، حتى الأربعاء، وهو أقل بكثير من العدد المفترض دخوله بموجب الاتفاق والبالغ 600 شاحنة يومياً.
وذكر المكتب أن 173 شاحنة مساعدات دخلت الأحد، بعد يومين من سريان الاتفاق، فيما لم تدخل يومي الاثنين والثلاثاء أي شاحنات. وعاودت إسرائيل إدخال 480 شاحنة مساعدات الأربعاء.
ويعني الرقم المعلن من الإعلام الحكومي بغزة، أن ما متوسطه 108 شاحنات فقط تدخل يومياً إلى غزة منذ سريان الاتفاق.
وأضاف أن هذه الكميات "لا تلبي أقل من الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية والمعيشية لأكثر من 2.4 مليون إنسان في قطاع غزة".
وشدد المكتب على أن القطاع "بحاجة إلى 600 شاحنة مساعدات ينبغي أن تتدفق بشكل مستمر لتوفر الوقود وغاز الطهي ومواد إغاثية وطبية بشكل عاجل ومنتظم".
ولم يصدر المكتب الإعلامي في غزة حتى مساء الجمعة، إحصائية بعدد شاحنات المساعدات التي دخلت القطاع خلال الخميس والجمعة، وقال إنه سيعلنها السبت.
من جهته، نقل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن أرقام إسرائيلية قُدمت للوسطاء، أن 1666 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة في اليومين الماضيين لوحدهما، منها 950 شاحنة الخميس، و716 شاحنة الأربعاء.
وتشمل الأرقام، بحسب المصدر نفسه، المساعدات التي تدخل من خلال القطاع التجاري، والتبرعات الثنائية، والآليات التي تجري بتنسيق الأمم المتحدة.
ودعت الأمم المتحدة ووكالات تابعة لها إلى تدفق غير محدود للمساعدات إلى غزة وفتح المعابر، وأكدت أن مكافحة المجاعة ستتطلب وقتًا، في ظل استمرار إسرائيل في عرقلة وصول الإغاثة والمعدات الثقيلة إلى القطاع.
وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، الجمعة، إن تدفق المساعدات لغزة يجب ألا يكون مقيداً أمام الوكالة والمنظمات غير الحكومية الدولية.
حكومة غزة: الاحتلال سرق أعضاء من جثامين الشهداء
وفي سياق مواز، اتهم المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة الجيش الإسرائيلي بسرقة أعضاء من جثامين فلسطينيين، داعياً إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية لكشف ما وصفها بـ"الجريمة المروعة".
ونقلت "الأناضول" عن مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، قوله، الجمعة، إن "الاحتلال سلم عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر 120 جثماناً خلال الأيام الثلاثة الماضية"، موضحاً أن "معظم الجثامين وصلت في حالة مزرية تظهر تعرض أصحابها لإعدام ميداني وتعذيب ممنهج".
وأضاف الثوابتة أن "بعض الشهداء أعيدوا معصوبي الأعين ومقيدي اليدين والقدمين، فيما تظهر على أجساد آخرين علامات خنق وحبال حول الرقبة في مؤشر على عمليات قتل متعمد".
وأشار إلى أن "أجزاء من أجساد العديد من الشهداء مفقودة، بينها عيون وقرنيات وأعضاء أخرى، ما يؤكد سرقة الاحتلال أعضاء بشرية خلال احتجاز الجثامين"، واصفًا ذلك بأنه "جريمة وحشية".
وطالب الثوابتة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بـ"تشكيل لجنة تحقيق دولية فورية لمحاسبة إسرائيل على الانتهاكات الجسيمة بحق جثامين الشهداء وسرقة أعضائهم".
