إسرائيل تربط فتح معبر رفح بتسلّم الجثث: مغلق حتى إشعار آخر

المدن - عرب وعالمالسبت 2025/10/18
معبر رفح.jpg
بعد 68 ألف شهيد ودمار البنى التحتية عودة محدودة عبر معبر رفح (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

قال مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مساء اليوم السبت، إن نتنياهو أوعز بعدم فتح معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر حتى إشعار آخر، رابطاً مصير فتحه بالتزام "حماس" بإعادة جثث الأسرى الإسرائيليين. وفي السياق، أعلنت "كتائب القسام" مساء اليوم السبت، أنها سلمت جثتي أسيرين إسرائيليين، وذلك بعد انتشالهما من غزة في وقت سابق اليوم.

وأوضح المكتب في بيانٍ له، أنه "سينظر في فتحه بناء على مدى وفاء حماس بالتزاماتها في إعادة جثث القتلى، وتطبيق المقترح المتفق عليه".

وتشير تقديرات في الجيش الإسرائيلي، إلى أن "حماس تعلم مواقع 8 جثث على الأقل" من الأسرى، مشيرةً إلى أنه "بإمكانها إعادتها على الفور"، وفق ما أوردت "القناة 13".

بدورها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" نقلاً عن تقديرات، قولها إن الحركة "تعلم بدقة مكان نحو 10 من الجثث، في حين أن تخليص قسم منها يحتاج إلى عمليات هندسية".

كما ذكرت  "كان 11"، أنه علاوة على إغلاق معبر رفح، تدرس إسرائيل فرض عقوبات أخرى على "حماس" من أجل الضغط عليها للإفراج عن جثث أسراها المتبقية في القطاع.

وقال مسؤول إسرائيلي، إن نتنياهو يدرس تحريك قوات الجيش من خطوط الانسحاب التي ينص عليها اتفاق وقف إطلاق النار بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأشار إلى أن ذلك سيكون حتى موعد تحدده إسرائيل، وفي حال عدم الإفراج عن جثث الأسرى من قطاع غزة إلى حين ذلك.

من جهتها، رحبت عائلات الأسرى الإسرائيليين،  بقرار نتنياهو عدم إعادة فتح معبر رفح، وجاء في بيانٍ لها "مع ذلك على الحكومة ألا تعتمد على الوسطاء؛ بل عليها أن تتخذ موقفاً حازماً ضد حماس، وأن تطالب بإعادة جميع المختطفين الـ18 من دون استثناء، وأن تفعّل جميع الأدوات المتاحة بحوزتها".

وأضافت "على الحكومة الإعلان أنها لن تواصل تطبيق الاتفاق حتى تُعاد جميع جثث القتلى وفقا لمقترح ترامب".

ويأتي قرار نتنياهو بعد أن أعلنت السفارة الفلسطينية لدى القاهرة مساء السبت، أن معبر رفح البري سيفتح الاثنين، من أجل تمكين الفلسطينيين في مصر من العودة إلى القطاع.

وقالت السفارة، في بيانٍ لها، إنَّ معبر رفح سيفتح أمام الفلسطينيين المقيمين في مصر والراغبين بالعودة إلى قطاع غزة، داعيةً الراغبين إلى تسجيل بياناتهم عبر تطبيق إلكتروني مخصّص، على أن يُبلغوا بمواعيد التجمع وأماكنه لاحقاً. لكنها لم تحدد ما إذا كان سيُسمح بمرور المساعدات الإنسانية عبر المعبر في هذه المرحلة.

 

معبر مغلق أمام المساعدات
ويعد هذا التطور الأول من نوعه منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في أيار/ مايو 2024، حيث دُمرت مبانيه وأُحرقت، ومنع الفلسطينيون من استخدامه، بما في ذلك المرضى الذين واجهوا أزمة إنسانية خانقة. وأعيد فتحه لفترة وجيزة فقط في مطلع العام 2025 خلال هدنة قصيرة الأمد.

منذ ذلك الحين، اقتصرت المساعدات الإنسانية على المرور عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، على بعد ثلاثة كيلومترات جنوب رفح، حيث واجهت الشاحنات عوائق متعددة، من إجراءات بيروقراطية صارمة إلى ساعات عمل قصيرة، وهو ما جعل كمية المساعدات أقل بكثير من الاحتياجات الفعلية.

 

أزمة إنسانية خانقة

وفق برنامج الغذاء العالمي، دخل إلى غزة منذ اتفاق وقف إطلاق النار الأخير نحو 560 طناً من الغذاء يومياً في المتوسط، وهو رقم أدنى بكثير من الحد الأدنى المطلوب. ووفق مرصد الجوع العالمي، أُعلنت المجاعة في مدينة غزة في آب/ أغسطس الماضي، في حين أكدت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 400 شخص لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية، وقد رفضت إسرائيل هذه التقديرات ووصفتها بـ"المبالغ فيها".

وفي آذار/ مارس الماضي، فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً استمر 11 أسبوعاً، أدى إلى نضوب مخزونات الغذاء وارتفاع الأسعار على نحوٍ غير مسبوق، وزاد من تفاقم الأزمة التي خلفتها حرب استمرت عامين وأسفرت عن استشهاد أكثر من 68 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 170 ألفاً، إلى جانب تدمير 90% من البنى التحتية في القطاع، وفق إحصاءات فلسطينية.

وجاء قرار إعادة فتح معبر رفح ضمن الترتيبات المنبثقة عن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقع في شرم الشيخ مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بعد وساطة أميركية مباشرة، وبدعم من مصر وقطر وتركيا، والذي نصَّ على وقف شامل لإطلاق النار، وتبادل للأسرى بين إسرائيل و"حماس".

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث