بثّت وسائل إعلام عبرية، اليوم الجمعة، مقطعاً مصوّراً يُظهر عائلات إسرائيلية تعبر الشريط الفاصل عند خط وقف إطلاق النار مع الجولان المحتل، في محاولة لإقامة مستوطنات داخل الأراضي السورية.
ووفقاً للمصادر نفسها، أحبط الجيش الإسرائيلي، الأربعاء الماضي، محاولة استيطان إضافية في الجانب السوري من هضبة الجولان، حيث حاولت ثلاث عائلات من مجموعة تُدعى "حلوتسي الباشان" (رواد الباشان)، عبور الحدود تحت غطاء مسيرة شارك فيها المئات بالقرب من السياج الحدودي، لتقوم قوة إسرائيلية بالتدخل ومنعهم من العبور، حسبما زعم جيش الاحتلال.
وأكدت إحدى العائلات التي شاركت في المحاولة، أن هذه الخطوة جاءت نتيجة لما قالت إنه "اتفاق أخير مع حركة حماس"، في إشارة إلى التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة في المنطقة.
استمرار التوغلات
وتُعد هذه المحاولة الاستيطانية هي الثانية من نوعها خلال العام الجاري، في محافظة القنيطرة، حيث تتزامن مع استمرار التوغلات الإسرائيلية في مناطق فض الاشتباك، الممتدة من ريف المحافظة الشمالي وحتى جنوبها، إضافة إلى ريف درعا الغربي وتحديداً منطقة حوض اليرموك.
وتوغلت قوات إسرائيلية باتجاه قرية عين القاضي في ريف القنيطرة الجنوبي، وقامت بتوزيع مساعدات غذائية على السكان. غير أن أهالي القرية رفضوا هذه الخطوة، وقاموا بإحراق المساعدات فوراً، تعبيراً عن رفضهم لأيّ وجود أو تدخل إسرائيلي.
وفي تطور ميداني آخر، توغلت دورية تابعة للجيش الإسرائيلي أمس الخميس، على طريق جباتا – عين البيضة، كما توغلت دورية أخرى باتجاه تل كروم قرب قرية جبا في ريف المحافظة الأوسط، ونصبت حاجزاً مؤقتاً على طريق الصمدانية الشرقية.
وفي تصعيد إضافي، عبرت ثلاث سيارات عسكرية إسرائيلية ظهر اليوم الشريط الحدودي باتجاه قرية العشّة وتل مهير، قبل أن تنسحب نحو تل أحمر غربي، الذي يُعد قاعدة عسكرية إسرائيلية نشطة في المنطقة.
كما توغلت قوة إسرائيلية في قرية أوفانيا، ونصبت حاجزاً داخلها، قبل أن تفتش محطة وقود حديثة الإنشاء، وتصادر كاميرات المراقبة الموجودة فيها. وفي قرية رويحينة، دخل رتل عسكري إسرائيلي مؤلف من عشر سيارات إلى البلدة، ونصب حاجزاً عسكرياً مؤقتاً، ولا تزال القوة متمركزة في المنطقة.
وفي 14 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، اقتحمت قوة إسرائيلية بلدة حضر ذات الغالبية الدرزية شمال محافظة القنيطرة، واعتقلت شخصاً يُدعى كمال نقور.
في سياق متصل، ما يزال الطيران الاستطلاعي والمسيّر الإسرائيلي يحلق بكثافة في أجواء محافظة القنيطرة، في مؤشر على تصعيد ميداني مستمر ومفتوح على احتمالات متعددة.
