أعلنت الإدارة الإقليمية لجهاز الأمن الفدرالي الروسي، الجمعة، اعتقال شخص قالت إنه أحد الشركاء في "منظمة إرهابية دولية تنشط في سوريا"، وذلك خلال عملية أمنية نفّذتها في إقليم زابايكال بأقصى الشرق الروسي.
وذكرت الإدارة، في بيان نقلته وسائل إعلام روسية، أن الموقوف متهم بالمشاركة في أنشطة منظمة محظورة في روسيا وتقديم الدعم المالي لها. وأشارت إلى أنه تبنى أفكاراً متطرفة، وتلقّى تعليمات عبر تطبيق "تلغرام" من مسؤولين داخل المنظمة لتحويل أموال إلى حسابات مقاتلين في سوريا.
وبحسب البيان، فإن تلك الأموال كانت مخصصة "لشراء أسلحة ومركبات وذخائر، إضافة إلى تمويل نشاطات دعائية تهدف إلى الترويج للإرهاب ونشر الفكر المتطرف".
مصادرة معدات ودعوى جنائية
وأوضحت السلطات الروسية أنها صادرت من منزل المشتبه به، معدات اتصالات وأدوات دفع إلكترونية، فضلاً عن وثائق تعتبرها أدلة على تورطه في أنشطة غير قانونية. وفتحت إدارة التحقيقات الإقليمية قضية جنائية بحقه، استناداً إلى البند 1.1 من المادة 205.1 من القانون الجنائي الروسي، والمتعلق بـ"الإعانة على الأعمال الإرهابية".
ويواجه المتهم عقوبة قد تصل إلى السجن المؤبد في حال إدانته، بموجب القوانين الروسية التي تشدد العقوبات على تمويل الإرهاب أو التعاون مع منظمات مصنفة "إرهابية".
سياق سياسي وأمني أوسع
يأتي الإعلان في ظل استمرار الأجهزة الأمنية الروسية بملاحقة المشتبه بارتباطهم بجماعات مسلحة في مناطق النزاع، خصوصاً تلك التي يُعتقد بصلتها بشبكات خارجية تتخذ من سوريا مركزاً لها.
ويتزامن الكشف عن هذه العملية مع زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى موسكو، حيث بحث مع القيادة الروسية ملفات عسكرية وسياسية أبرزها مستقبل القواعد الروسية في سوريا. ورغم عدم صدور أي تصريحات رسمية تربط الاعتقال بزيارة الشرع، فإن التوازي الزمني بين الحدثين يعكس حرص موسكو على إظهار أن ملف "الإرهاب السوري" ما زال في صلب أولوياتها الأمنية، وأن التعاون مع دمشق الجديدة يُعَد جزءاً من مواجهة التهديدات العابرة للحدود.
