اتهمت حركة "حماس" إسرائيل بعرقلة استخراج الجثث، فيما ذكرت تقارير عبرية، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أطلع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على الخطوات التي تعتزم إسرائيل اتّخاذها في قطاع غزة، بشأن جثث الأسرى الإسرائيليين، التي تدّعي تل أبيب أن حركة "حماس" لم تلتزِم بتسليمها، وفق ما نَصّ اتفاق وقف إطلاق النار.
"حماس": نتنياهو يتلاعب بملف المساعدات
وقالت حركة "حماس" في بيان، أصدرته في وقت متأخر من مساء الخميس، أن "تصريحات نتنياهو، وتهديده بتأخير فتح معبر رفح، وتقليص دخول المساعدات الإنسانية، تعكس نهج حكومته الفاشية في معاقبة أهلنا في غزة والتلاعب بالملف الإنساني لتحقيق مكاسب سياسية".
وأضافت أن "إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين، قد تستغرق بعض الوقت، حيث إن بعض هذه الجثامين دُفن في أنفاق دمّرها الاحتلال، وأخرى ما زالت تحت أنقاض الأبنية التي قصفها وهدمها".
وأوضحت أن "جيش الاحتلال... الذي قتل هؤلاء الأسرى، هو ذاته الذي تسبب في دفنهم تحت الركام".
وأضافت أن "جثامين الأسرى الإسرائيليين التي تمكّنت المقاومة من الوصول إليها جرى تسليمها مباشرة، فيما يتطلب استخراج باقي الجثامين معدات وأجهزة لرفع الأنقاض، وهي غير متوفرة حاليًا بسبب منع الاحتلال دخولها. وبالتالي، فإن أي تأخير في تسليم الجثامين تتحمل مسؤوليته الكاملة حكومة نتنياهو التي تعرقل وتمنع توفير الإمكانيات اللازمة لذلك".
وشدّدت حماس على أن "الحركة تؤكد التزامها بالاتفاق وحرصها على تطبيقه، وحرصها على تسليم كل الجثامين الباقية، فيما يواصل نتنياهو المماطلة وعدم الالتزام بما عليه، بل ويعيق مساعي المقاومة وجهودها الإنسانية في الوصول إلى بقية الجثامين".
اتصال نتنياهو بترامب
في الأثناء، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن نتنياهو اتصل بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، لإطلاعه على الخطوات التي تعتزم إسرائيل اتّخاذها في قطاع غزة، بشأن جثث الأسرى الإسرائيليين.
وجاءت هذه التقارير بعد وقت قليل من تهديد ترامب لـ"حماس" بقتل عناصرها، "إذا ما استمرت الحركة بقتل الناس في غزة، وهو ما لم يكن جزءاً من الاتفاق، فلن يكون أمامنا خيار سوى التدخل وقتلهم".
ووفقاً لصحيفة "يسرائيل هيوم" فإن نتنياهو، "أجرى اتصالاً هاتفياً مع ترامب، مساء أمس الخميس.
وأضافت أن "الطرفين ناقشا وتيرة إعادة جثث القتلى، إذ أطلع نتنياهو ترامب على الخطوات التي يعتزم اتخاذها، رداً على تأخيرات حماس".
وقالت الصحيفة إن ترامب "أعرب في ردّه عن دعمه للخطوات الإسرائيلية".
وفي نقاش مصغر عقد مساء أمس الخميس، قال نتنياهو: "أعلم تماماً عدد القتلى لدى حماس، وإذا لم نستلمهم، فستعرف إسرائيل كيف تتصرّف، وفقًا لذلك".
ونقلت "القناة 12" عن مسؤول سياسي، قوله إن "إسرائيل، بالتنسيق مع الولايات المتحدة والوسطاء، تضغط لاستكمال مرحلة إعادة جميع الجثث التي بحوزة حماس".
وأكّد المصدر ذاته أن "إسرائيل أطلعت الوسطاء على المعلومات الاستخباراتية المُتاحة، لديها، لتحديد مكان الجثث وإتمام هذه العملية".
من جهتها، أفادت هيئة البثّ الإسرائيليّة العاّمة (كان 11)، بأن الحكومة الإسرائيلية، قررت "عدم الموافقة في هذه المرحلة على دخول قوات أجنبية إلى قطاع غزة، للمساعدة في تحديد مكان الرهائن".
ولفتت إلى أن ذلك يأتي في الوقت الذي يسعى الوسطاء بين إسرائيل و"حماس" إلى إقناع الحركة، بتسليم المزيد من الأسرى، "مع إدراك أن لهذه القضية تداعيات على التقدُّم في تنفيذ الاتفاق، وعلى المفاوضات في مرحلته الثانية".
ونقلت هيئة البثّ عن مصدر إسرائيلي، أنه "إذا لم تُفرج حماس عن الرهائن خلال أيام، فسنُقلص المساعدات الإنسانية، بشكل كبير".
موضوع محوري
في غضون ذلك، قال منسّق شؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيليين بمكتب رئيس الحكومة غال هيرش، لعائلات الرهائن، إنه "اختُتم في القدس، نقاش عمليّاتيّ مطوَّل، بقيادة رئيس الحكومة، وبمشاركة كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية، وكبار أعضاء فريق التفاوُض، ووزير الأمن، والوزير (وزير الشؤون الإستراتيجية، رون) ديرمر".
وأضاف أن "قضية عودة المحتجزين، كانت موضوعاً محورياً، بالطبع".
وقال هيرش إنه "خلال النقاش، استُقطعت استراحةٌ لمحادثةٍ بين رئيس الحكومة، والرئيس ترامب"، مشيراً إلى أن "قضية عودة المحتجزين، نوقشت خلال حديثهما، وبعدها تواصَل الاجتماع".
وأضاف أن "التواصل بيننا وبين الأميركيين والوسطاء يتواصَل باستمرار، والضغط على حماس مستمرّ، وسيزداد، ولن أخوض بالتفاصيل".
وتابع: "نحن مُصِرّون على عودة جميع (المحتجزين)، كما هو مُتفق عليه؛ ولن نتنازل".